بعد انقضاء الأسبوع الأول من محاكمة القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك، عبرت سهام نعيجة بصوت مرتجف عما تشعر به، قائلة "إنه يجسد الشر، بل إنه الشر بذاته. إنه روبوت".

وقالت تلك الجزائرية البالغة من العمر 42 عاماً، وهي تسوي منديلها الرمادي بيد وتمسك باليد الأخرى طفلتها فاطمة، التي لا يتجاوز عمرها ست سنوات: "أشعر بالضيق لمجرد سماع اسمه".

وقد أثارت أقوال بريفيك الأسبوع الماضي في محكمة أوسلو، التي سرد فيها تفاصيل المجزرة التي ارتكبها وذهب ضحيتها 77 شخصاً الصيف الماضي في العاصمة النرويجية وعلى جزيرة أوتويا؛ مشاعر النرويجيين.

لكن بالنسبة إلى المسلمين في النرويج فإن سرده المريع لفعلته يكتسي بعداً آخر، فهو يقول إنه قام بهجمات دامية لطرد المسلمين من البلاد التي يريد أن تبقى للنروجيين الأصليين وحدهم.

وقالت نعيجة التي تتسوق مع ابنتها في سوق البراغيث في غرونلاند، أحد الأحياء الأكثر اكتظاظاً بالمهاجرين، والتي وصفها بريفيك بأنها "مناطق محظورة" إلا للمسلمين، "أعتقد وآمل أن يكون معزولاً. إن غالبية النرويجيين ليسوا مثله".

وقال المتطرف البالغ 33 عاماً من العمر، إن "الجيوب المسلمة في أوروبا ستزداد بسرعة انتشار السرطان لتصبح يوماً ما السلطة المهيمنة".

وقال محمد ناجي (50 عاماً) من خلف بضاعته من الأجهزة الإلكترونية التي كان يحاول بيعها في هذه السوق المزدحمة: "نتألم لسماعه. إن المسلمين ليسوا عدائيين".

وأضاف ناجي أن "بريفيك حالة معزولة"، "فالنرويج بلد أناسه في غاية اللطف. أمر مثير للغرابة أن يحدث ذلك هنا".

وحيال كل الكره الذي أبداه القاتل للمسلمين في الأيام الأولى من محاكمته، قال ناجي: "لكنني قلق الآن"، معرباً عن خشيته من "أن يحذو شخص آخر حذوه".

"إن أردت يمكنك أن تسير في أي مكان في أوسلو وأنت تصرح بكرهك للمسلمين. إنها الديمقراطية وذلك أمر مستحسن. لكن ليس بإمكانك قتل الناس"

صابر بسيد

وقال باسم غزلان، الذي يدير موقعاً نروجياً عن الإسلام، إنه "أمر جيد أن يسنح الوقت لبريفيك لتوضيح رؤيته عن العالم".

وأضاف: "ذلك من شأنه أن يساعد الناس على فهم أن هذا النوع من الرسائل يمكن أن يكون في غاية الخطورة. إن ذلك بمثابة إنذار وأعتقد أن كثيرين من الناس سيخففون من حدة تصريحاتهم في هذه المسائل".

حسنة مزود (36 عاماً) من أصل مغربي تعيش في النرويج منذ 1995، تسير في سوق غرونلاند مع أولادها الثلاثة ورابع في عربة أطفال. وقد تابعت ما قاله بريفيك مباشرة على الإنترنت، لكنها توقفت الجمعة عندما بدأ يسرد تفاصيل مجزرة أوتويا الذي ذهب ضحيتها 69 شخصاً غالبيتهم من الفتيان.

وقالت: "إنه حقاً أمر مريع أن يتحدث عن المسلمين بهذه الطريقة".

وعبر صابر بسيد (31 عاماً)، وهو محاسب متحدر من تونس، عن رفضه لما قاله بريفيك لجهة أنه اضطر لشن هجماته، لأن آراءه "ممنوعة" في النرويج.

وقال: "لا مشكلة في أن يكون المرء ضد المسلمين"، "يمكن ألا أوافقك الرأي لكن حرية التعبير موجودة في النرويج. وإن أردت يمكنك أن تسير في أي مكان في أوسلو وأنت تصرح بكرهك للمسلمين. إنها الديمقراطية وذلك أمر مستحسن. لكن ليس بإمكانك قتل الناس".

وتابع أن "الناس الذين قتلوا لم يكونوا مسلمين بل بشر أبرياء".

ورحب بسيد برد فعل النرويجيين وقال: "الجميع توحدوا من مسلمين ومسيحيين وملحدين ليقولوا لا لهجماته ولكل ما يمثله (بريفيك)". وختم بالقول: "آمل ان يسامحه الله".