في اتصال هاتفي، الجمعة، هو الأول منذ نحو 3 أشهر بين المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستمر على مدى ساعة، تبادل الجانبان وجهات النظر حول مجريات الصراع في أوكرانيا المتواصل منذ أكثر من 9 أشهر وسبل وقفه.

ويرى مراقبون أن الاتصال ربما يشكل كذلك محاولة من برلين لاحتواء التوتر مع موسكو على خلفية ما أحدثه قرار البرلمان الألماني حول اعتبار المجاعة بأوكرانيا، في مطلع ثلاثينيات القرن المنصرم "إبادة جماعية".

وكانت روسيا قد ردت بشدة على إصدار البرلمان الألماني، الخميس، تشريعا يعتبر المجاعة التي طالت ملايين الأوكرانيين مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، خلال حكم الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، بمثابة "إبادة جماعية"، حيث وصفت الخارجية الروسية قرار البرلمان الألماني بكونه محاولة لتبرير شيطنة روسيا وللتغطية على ماضي ألمانيا النازي.

توقيت المكالمة

واعتبر محللون أن توقيت المكالمة بين الزعيمين الألماني والروسي بعد أقل من 48 ساعة من صدور قرار البوندستاغ، مؤشر واضح على أن شولتز لا يريد قطع قناة اتصاله المباشرة مع بوتين، وأن التوتر بين موسكو وبرلين يبقى محكوما بسقف من التصعيد، لا يصل درجة القطيعة التامة ويترك باب الدبلوماسية مفتوحا.

وفي هذا الصدد، يقول الكاتب والخبير في الشؤون الدولية طارق سارممي، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية":

  • المستشار الألماني والرئيس الفرنسي لطالما كانا على تواصل مع الرئيس الروسي منذ بدء الحرب، وبالتالي هذه المكالمة الأخيرة بين شولتز وبوتين ليست أمرا مستغربا، لكن تزامنها مع قرار البوندستاغ هو ما يسلط الأضواء عليها أكثر من سابقاتها.

أخبار ذات صلة

بوتين لشولتز: ضرب البنى التحتية الأوكرانية لا مفر منه
ألمانيا تعتزم تصنيف المجاعة الأوكرانية "إبادة جماعية"
  • واضح أن الجانبين سيتجاوزان هذا التصعيد بعد هذه المكالمة، خاصة وأن قرار البرلمان الألماني لا تترتب عليه أي نتائج إلزامية، وهو غالبا سينضم لأرشيف القرارات البرلمانية غير الملزمة.
  • لكن الخلاف الحاد بين البلدين ولا سيما حول الملف الأوكراني وملف الطاقة سيبقى قائما، رغم عدم قطعهما شعرة التواصل على مستوى قمتي الهرم السياسي الحاكم فيهما.

في المقابل، يقول الباحث والخبير الروسي بالعلاقات الدولية تيمور دويدار، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية":

  • رغم هذا الاتصال الهاتفي، فإن العلاقات بين موسكو وبرلين أساسا وقبل هذا القرار هي في الحضيض، ولن يزيدها هذا التصرف الألماني سوى ترديا وتوترا، ذلك أن مثل هذه القرارات تصب الزيت على النار، وبما يجعل إعادة بناء الثقة والعلاقات بين روسيا والدول الأوروأطلسية، أمرا صعبا للغاية.
  • وهكذا، فتصعيد التوتر والصراع مع الروس، أمر يتنافى مع مصالح القارة الأوروبية ومصالح شعوبها بالدرجة الأولى، والبوندستاغ عبر هذا القرار يستفز روسيا ويسوق أضاليل تاريخية بحقها، في إطار المحاولات الغربية لشيطنة روسيا وعزلها.