كشف نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الأسبق الجنرال جاك كين، كواليس جديدة تُروى لأول مرة عن هجمات "11 سبتمبر" التي عايشها أثناء تواجده في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أثناء استهداف أحد مبانيها في 2001.

وجاءت شهادة كين خلال مشاركته في إحدى جلسات النقاش حول أحداث سبتمبر، نظمها معهد دراسات الحرب التابع للجيش الأميركي، وحصلت سكاي نيوز عربية على نسخة موثقة لحديثه.

رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الأسبق الجنرال جاك كين

أجواء 11 سبتمبر

ويقول نائب رئيس الأركان الأمريكي الأسبق، إن 11 سبتمبر 2001 بدأ كيوم عادي باجتماعات في البنتاغون من 7 صباحا، وبعد انتهاء أحد الاجتماعات بنصف ساعة، هرع أحد موظفيه إلى مكتبه، وقال "هناك شيء فظيع يحدث في نيويورك" وأن طائرة ضربت مركز التجارة العالمي.

وعن استهداف إحدى الطائرات المعادية لمقر البنتاغون، يقول المسئول العسكري الأسبق، إنه عقب الهجوم على مركز التجارة احتمت أغلب القيادات والقوات الأمريكية المتواجدة في نطاق وزارة الدفاع بمركز عمليات الجيش الأميركي المكون من عدة طوابق تحت الأرض، مما أنقذ كثير من الأرواح.

أخبار ذات صلة

11 صورة تاريخية جسدت مأساة "11 سبتمبر"
كيف شوهت سينما هوليوود صورة المسلمين بعد "11 سبتمبر"؟

وعن لحظة استهداف البنتاغون، يوضح كين أنه تبادل الحديث مع قائد مركز العمليات، ونقل له الموقف، وقال: "تحدث معي عن طائرة توجهت لولاية أوهايو، ثم استدارت تجاه الساحل الشرقي وواصلت تحركها، وخلال المناقشة ضربت نفس الطائرة أحد مباني البنتاجون ووصلنا صوت الانفجار".

ويلفت كين إلى أن مكتبه الذي يبعد نحو 100 ياردة من موقع الانفجار، اهتز بشدة وسقط حُطام من السقف، ولم تكن الخسائر فادحة لكن الغرفة كانت مملوءة بالدخان، ثم أعلن البنتاجون إنذارا بإخلاء المبنى.

قمصان مبللة للحماية

ويشير المسؤول العسكري الأسبق إلى أن 2 من مساعديه برتبة عقيد ورائد، أخذا قمصانا وبللوها بالماء، ووضعوها على وجهيمهما ليتمكنا من مواجهة الدخان، وذهبا للمساعدة في إخلاء المبنى الذي تعرض للانفجار، ثم قال له مدير مكتبه: "علينا الذهاب لمركز عمليات الجيش والسيطرة على القوات"، وهو ما تم، حسب قوله.

ويلفت كين إلى أنه شعر بالخوف في وجوه الناس في هذا الوقت، والضباط ساعدوا في امتصاص الكارثة، سواء في البنتاجون أو خارجه، حتى أن ملابس البعض منهم كانت ملطخة بالدماء، وتم استخدام أربطة العنق وغيرها كضمادات للجروح.

ويكمل الجنرال روايته قائلا إن البعض أصيب بحروق مروعة جراء الهجوم على البنتاغون، واسهمت خبرة تدريب ضباط وأفراد الجيش الأمريكي ضمدت جراح الكثيرين، وحالت دون موتهم.

وفي نهاية اليوم الأول، لم يكن متاحا، وفق كين معرفة الحصيلة الحقيقية للضحايا، ثم اتضح فيما بعد خسارة الجيش 85 من عناصره، وكان أكبر عدد خسائر يومية للجيش الأميركي، ما استوجب الرد بقوة على هذه الضربة.

مبنى منقذ للأرواح

بعد هدوء الأوضاع، يشرح الجنرال الأمريكي أن كبير مهندسي البنتاغون اصطحبه في جولة في موقع الانفجار، وشاهد الجدران مشوهة وفتحات في السقف المرتفع، وعلم وقتها أن البنتاجون عبارة عن 5 حلقات، يفصل بينها ممرات، وفي الممر الثالث شاهد كين جسم الطائرة الذي اخترق المبني بينما علقت الأجنحة والمحركات ولم تتمكن من الاختراق.

ويكشف كين عن مصادفة عجيبة أنقذت أرواح الآلاف، وقال إن الجيش الأميركي كان محظوظا، لأن المبني التابع للبنتاغون الذي تعرض للاستهداف تم ترميمه قبل أيام من استهدافه بالطائرات، وهو الوحيد المزود بـ "حديد تسليح في الأعمدة الأسمنتية"، لوجود نقص في الحديد أثناء الحرب العالمية الثانية، لذا كان المبنى أكثر صلابة في مواجهة الانفجار، ومعظم المتواجدين داخله استطاعوا النجاة.

وكان بالإمكان، وفق كين، سقوط آلاف الضحايا الآخرين حال استهداف مباني أخرى تابعة للبنتاجون بخلاف هذا المبني الذي يمكن وصفه بـ"منقذ الأرواح".