ربما يعتقد كثيرون أن إجراءات وتدابير الابتعاد الاجتماعي مبالغ فيها بعض الشيء، ولذلك تجدهم يتعاملون معها إما باستخفاف أو بالتجاهل، خصوصا فيما يتعلق بالمسائل الاجتماعية كجضور الجنازات ومراسم الدفن.

ففي ولاية ساوث كارولينا، توفي 6 أشخاص مسنين، بمن فيهم رجل وزوجته، متأثرين بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أسابيع من حضورهم الجنازة نفسها، وفقا لما ذكرته تقارير صحفية.

ووفقا لصحيفة "ذي ستيت"، التي تصدر في ساوث كارولينا، فإن المتوفين الستة، كلهم من أصل أفريقي وتزيد أعمارهم على الستين عاما.

وأشارت "ذي ستيت" إلى أن هاتين الفئتين، الأميركيون من أصل أفريقي وكبار السن، معرضة بشدة لخطر الإصابة بوباء "كوفيد-19" الناجم عن فيروس كورونا الجديد.

ونقلت الصحيفة عن الطبيب الشرعي في مقاطعة سمتر روبي بيكر، حيث عاش معظم الضحايا، قوله إن الأشخاص الستة على الأرجح أصيبوا بالعدوى من أحد الحاضرين في الجنازة التي حضروها في الأسبوع الأول من مارس.

وقال بيكر "لقد حضروا نفس الجنازة وتوفوا للأسف من كوفيد-19.. لقد عادوا إلى سمتر، ومرضوا، وتم إخطاري بأنهم قد ماتوا".

أخبار ذات صلة

وفيات كورونا في الولايات المتحدة.. "رقم قياسي" يعكس المأساة
وفيات كورونا تتجاوز حاجز الـ30 ألفا في أميركا

 وأضاف بيكر "لسوء الحظ، تجمع عدد كبير من الأشخاص في تلك الجنازة، وأصيب بها شخص ما، ونشر العدوى، ولم يكن يعرف ذلك"، بحسب ما ذكرت "نيويورك بوست".

وأوضح بيكر أن 3 نساء ورجل واحد من بين الضحايا يعيشون في الجزء الشمالي من مقاطعة سمتر.

وبعد جنازة ساوث كارولينا، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في 16 مارس إرشادات جديدة لمديري الجنازات، وحثتهم على حضور الجنازات بواسطة مصادر البث المباشر عبر الإنترنت وذلك امتثالا لقيود الابتعاد الاجتماعي في الولاية وعلى المستوى الفيدرالي.

وقال التقرير نقلا عن وزارة الصحة في ساوث كارولينا، إن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا في الولاية بلغ أكثر من 3600 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات للسبب نفسه 107 حالات، وذلك حتى يوم الأربعاء الماضي.

وقالت الصحيفة إن نحو 90 في المئة من حالات الوفاة جراء إصابتهم بالفيروس في الولاية هم ممن تجاوزوا الستين عاما.

يشار إلى أن الأميركيين الأفارقة، الذين يشكلون 27 بالمائة من سكان الولاية، ويمثلون ما نسبته 56 في المئة من الوفيات المرتبطة بالفيروس في الولاية.