فيما شيع أنصار هوغو تشافيز جثمانه في شوارع كراكاس الأربعاء وسط فيضان من المشاعر يأمل حلفاؤه أن يساهم في فوز نائبه بانتخابات تحفظ ثورته التي صاغها بنفسه على قيد الحياة من بعده، وفي الأثناء اختارت المعارضة الفنزويلية بالإجماع منافس تشافيز سابقاً هنيركي كابريليس مرشحاً للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وانتقل عبء مستقبل السياسيات الاشتراكية التي اتبعها تشافيز والتي أكسبته حب وتأييد الفقراء في فنزويلا وأغضبت معارضيه، الذين اعتبروه دكتاتوراً، إلى كاهل نائبه نيكولاس مادورو الرجل الذي اختاره تشافيز لخلافته.

ومن المتوقع أن تؤثر نتيجة هذه الانتخابات بشكل كبير في المنطقة إذا وضع في الاعتبار المساعدات الاقتصادية الحيوية والوقود المخفض السعر الذي كان تشافيز يمنحه لحلفائه في أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

وأعلنت السلطات الفنزويلية انه ستتم الدعوة إلى الانتخابات خلال 30 يوماً، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت الانتخابات ستجري خلال 30 يوماً أم أن الدعوة إليها فقط ستحدث خلال 30 يوماً.

تشييع نعش تشافيز

وسار عشرات الآلاف من "التشافيزيين" وراء نعش يحمل جثمان الرئيس الثوري وقد لف بالعلم الفنزويلي بألوانه الأزرق والأحمر والأصفر.

وحمل جنود نعش رئيس فنزويلا الراحل هوغو تشافيز من مشفى عسكري، ووضعوه على عربة طافت شوارع كراكاس الأربعاء، بينما اصطفت جموع حزينة تبكيه.وردد أنصاره هتافات تدعو إلى دفنه في متحف أقيم لنقل رفات بطل الاستقلال سيمون بوليفار.

ولم تحدد السلطات بعد أين سيدفن تشافيز بعد مراسم تشييعه الرسمية يوم الجمعة.

وتدفق آلاف الفنزويليين إلى شوارع كاراكاس للمشاركة في موكب عسكري ينقل جثمان تشافيز إلى الأكاديمية العسكرية في العاصمة تمهيدا لتشييعه يوم الجمعة المقبل.

وأعلن في فنزويلا الثلاثاء الحداد لمدة أسبوع بعد وفاة تشافيز وقالت إنه سيتم تشييع جثمانه الجمعة، وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تضامنه مع الشعب الفنزويلي، بينما أعلنت كوبا الحداد العام وقالت إن تشافيز رافق فيدل كاسترو مثل "ابن حقيقي".

وبعيد إعلان وفاته، نشرت الحكومة الفنزويلية قوات من الجيش لضمان السلام في البلاد فيما ناشد قائد الجيش عبر التلفزيون الحكومي الشعب الفنزويلي تقديم الدعم لنائب الرئيس نيكولاس مادورو، الذي كان تشافيز نفسه قد عينه خليفة له.

وقال مادورو وهو يبكي "تلقينا الخبر الأكثر مأساوية وحزنا الذي يمكن أن نعلنه للشعب. عند الساعة 16:25 بحسب التوقيت المحلي اليوم الخامس من مارس توفي قائدنا الرئيس هوغو تشافيز فرياس".

وكانت الحالة الصحية لتشافيز البالغ من العمر 58 عاماً قد تدهورت بسرعة في الساعات القليلة الماضية، حيث أصيب بالتهاب حاد في الجهاز التنفسي، ما جعل حالته "حرجة".

وفي وقت سابق، اتهم نيكولاس مادورو مسؤولا عسكريا أميركيا بالتآمر على بلاده، وأعلن طرده من كراكاس خلال 24 ساعة.

واتهم مادورو "أعداء فنزويلا التاريخيين" بالتسبب في إصابة تشافيز بمرض السرطان، وقال إنه سيتم تشكيل لجنة علمية وأنه لا يشك في أنها ستكشف عن أن "تشافيز تعرض لهجوم بهذا المرض .. فالأعداء التاريخيون لهذه الأمة بحثوا عن طرق لإيذاء صحة قائدنا".

وقارن مادورو وفاة تشافيز بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

مواطنة من أنصار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تبكيه أمام المستشفى العسكري عقب إعلان وفاته

كما أعلن وزير الخارجية الفنزويلي إلياس خاوا عن طرد مسؤولين عسكريين أميركيين بسبب إجرائهما اتصالات غير مسموح بها مع مسؤولين عسكريين فنزويليين.

وقال خاوا إن المسؤولين العسكريين التابعين للقوات الجوية الأميركية اعتبرا "شخصين غير مرغوب بهما" وسيطردان من فنزويلا.

واجتمعت القيادة السياسية والعسكرية الفنزويلية في القصر الرئاسي بعد أن أعلنت الحكومة تدهور صحة تشافيز طبقا للتلفزيون الحكومي.

وبدأ مادورو مشاورات مع العديد من الوزراء والمسؤولين العسكريين ونحو 20 حاكما من الحزب الحاكم، بحسب تلفزيون "في تي في".

أوباما يتضامن مع الفنزويليين

في واشنطن، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تضامنه مع الشعب الفنزويلي غداة الإعلان عن وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الثلاثاء.

وقال أوباما في بيان إن الولايات المتحدة تطمح لإقامة علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية الجديدة مضيفاً أن فنزويلا في طريقها لبدء مرحلة جديدة في تاريخها.

وقال أوباما "في هذه اللحظة الصعبة من وفاة الرئيس هوغو تشافيز، تجدد الولايات المتحدة دعمها للفنزويليين ولمصلحتها في تطوير علاقات بناءة مع الحكومة الفنزويلية".

وأكد الرئيس الأميركي أن بلاده ملتزمة بدعم  المبادئ الديمقراطية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان.

تشافيز رافق كاسترو مثل "ابن حقيقي"

أعلنت الحكومة الكوبية الثلاثاء أن هوغو تشافيز رافق أب الثورة الكوبية فيدل كاسترو "مثل ابن حقيقي"، وذلك خلال إعلانها الحداد الرسمي والوطني لمدة 3 أيام بعد إعلان وفاة الرئيس الفنزويلي، الحليف السياسي والاقتصادي للنظام الكوبي.

أعلن في فنزويلا الثلاثاء الحداد لمدة أسبوع بعد وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وقالت إنه سيتم تشييع جثمانه الجمعة، وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما تضامنه مع الشعب الفنزويلي، بينما أعلنت كوبا الحداد العام وقالت إن تشافيز رافق فيدل كاسترو مثل "ابن حقيقي".

وأعربت الحكومة الكوبية في بيانها عن "تعازيها الصادقة" لفنزويلا ودعمها وتشجيعها وإيمانها بالنصر، مؤكدة أن "الثورة البوليفارية ستحظى بدعمنا المطلق ودون أي قيود خلال هذه الأيام الصعبة".

وأضاف البيان أن "تشافيز هو أيضاً كوبي! لقد شعر بصعوباتنا ومشاكلنا وقام بكل ما كان بإمكانه القيام به مع سخاء مفرط، لقد رافق فيدل مثل ابن حقيقي وصداقته لراؤول عميقة".

هيغ.. حزين لوفاة تشافيز

وفي لندن، عبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الثلاثاء عن حزنه لوفاة الرئيس الفنزويلي، وعن تعازيه لعائلة تشافيز والشعب الفنزويلي.

وقال في بيان لوزارة الخارجية البريطانية "أحزنني اليوم (الثلاثاء) نبأ وفاة الرئيس هوغو تشافيز"، مؤكداً أنه "بصفته رئيساً لفنزويلا لمدة 14 عاماً، كان مؤثراً في بلده وفي الخارج".

بان كي مون يعزي فنزويلا

وفي نيويورك، تقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأحر التعازي لعائلات وشعب وحكومة فنزويلا بعيد تلقيه خبر وفاة تشافيز.

إكوادور: وفاة تشافيز خسارة لأميركا اللاتينية

وصفت الإكوادور وفاة تشافيز بأنها "خسارة لا تعوض" بالنسبة لأميركا اللاتينية، وذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية في كيتو.

وأعربت حكومة الرئيس الاشتراكي رافاييل كوريا، الحليف المقرب من تشافيز، عن "حزنها العميق" بعد الإعلان عن وفاة الأخير، مؤكدة أنه كان "زعيم حركة تاريخية" وكان "ثورياً يستحق الذكر".

وأضاف البيان "أمام هذه الخسارة التي لا تعوض التي لفت الشعب الفنزويلي وكل المنطقة بالحداد"، تعرب الإكوادور عن "صداقتها الخاصة التي تجمعها مع فنزويلا"، مؤكداً أن العمل الذي قام به تشافيز سيتيح مواصلة "تعزيز الصلات بين البلدين والتكامل اللاتيني الأميركي".

وأوضح البيان أن "الإكوادور تعتبر هذه الخسارة بأنها خسارتها وتتمنى للشعب الفنزويلي الصديق النجاح في المستقبل مع قناعتها بأنه سيحافظ على تاريخه وثورته وتطوره والأخوة والتضامن الذي ميزت عمله".

كولومبيا حزينة لوفاته

وأعربت كولومبيا عن "حزنها العميق" لوفاة تشافيز، وذكرت بأنه قدم دعماً مهماً لعملية السلام مع متمردي حركة فارك.

وقالت وزيرة الخارجية الكولومبية ماريا أنغيلا هولغوين في بيان "نشعر بحزن عميق. لقد عملنا بشكل جيد مع الرئيس تشافيز. أعتقد أن هذا الأمر كان خلال العامين الماضيين علاقة جيدة ولقد تقدمنا كثيراً".

وأضافت أن تشافيز قدم "دعماً مهماً جداً لمسيرتنا السلمية"، مضيفة "فليرقد بسلام لأنه عانى من مرض طويل وعضال".