أقر زعماء الاتحاد الأوروبي اتفاقا بشأن "البريكست" بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في قمة استثنائية في العاصمة البلجيكية بروكسل، الأحد، وفقا لما أكده رئيس الاتحاد دونالد توسك.

يأتي توقيع الانفصال هذا بعد علاقة دامت حوالي 57 عاما ومرت بالعديد من المحطة في تاريخ العلاقات بينهما، غير أن هذا لا يعني أن طريق الخروج باتت سهلة، وستغادر بريطانيا الاتحاد، المكون من 27 دولة، في منتصف ليل 29 مارس 2019.

يشار إلى أن بريطانيا كانت بدأت عملية الانضمام للاتحاد في أغسطس 1961، عندما تقدم رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان بطلب الترشيح إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية، التي سبقت الاتحاد الأوروبي، وعندما طرح الترشيح أمام المجموعة للمصادقة عليه، اعترض الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول أول مرة في 1963، ثم مرة ثانية في العام 1967.

ولم تتمكن بريطانيا من الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية قبل يناير 1973، وبعد عامين ونصف تقريبا، أعاد البريطانيون التأكيد على بقاء بلادهم في المجموعة الأوروبية.

غير أن بريطانيا ظلت مثيرة للإشكاليات في المجموعة، إذ طالبت رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر، التي اشتهرت بإعلانها "أريد أموالي"، في نوفمبر 1979 بحسم خاص مقابل مشاركة بلادها في الموازنة الأوروبية، وهو ما حصلت عليه عام 1984.

وعادت تاتشر لإثارة التوتر داخل الاتحاد عندما اعترضت، في سبتمبر 1988، على التوجه الفيدرالي في عملية البناء الأوروبي.

محطات في الطريق إلى البريكست
1+
1 / 5
محاولات بريطانيا لدخول الاتحاد
2 / 5
قبول بريطانيا في الاتحاد
3 / 5
نتائج استفتاء الخروج شكلت صدمة في بريطانيا
4 / 5
بريطانيا والخروج المر
5 / 5
بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. 57 عاما حتى "البريكست"

 وفي فبراير عام 1992، بدأت المرحلة التأسيسية الثانية في البناء الأوروبي عندما وقعت الدول الأعضاء على معاهدة ماستريخت، لكن تم منح بريطانيا استثناء يتيح لها عدم الانضمام الى العملة الموحدة "اليورو".

مع وصول المحافظ ديفيد كاميرون إلى 10 دوانينغ ستريت، تعهد في يناير 2013 بإجراء استفتاء بشأن عضوية بريطانيا بالاتحاد الأوروبي في حال فوز حزبه في الانتخابات التشريعية عام 2015، وهو ما تحقق بالفعل في مايو من ذلك العام، وتبنى على الفوز قانونا ينص على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد قبل نهاية 2017.

وجات نتيجة الاستفتاء مؤيدة للخروج من الاتحاد بأغلبية 51.9 بالمئة، الأمر الذي مثل صدمة شعبية، تبعها مطالب بإعادة الاستفتاء، الأمر الذي تم رفضه.

وفي مارس 2017، تسلم رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك رسالة من رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تتعلق بتفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة لتبدأ بذلك عملية الخروج من الاتحاد التي أصبحت تعرف باسم "بريكست".

وبعد التوصل لاتفاق مؤقت بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول العلاقات بينهما بعد البريكست، في 22 نوفمبر، عقدت قمة استثنائية في بروكسل في 25 نوفمبر أقر خلالها اتفاق "البريكست"، لتصبح بذلك أول دولة تترك التكتل، في منتصف ليل 29 مارس 2019.