لطالما تفاخر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالمشاريع التنموية، التي يشيدها في طول البلاد وعرضها، لكنه يتجاهل الإشارة إلى مشروع تعمل عليه حكومته حاليا وهو بناء عشرات السجون، وذلك في ظل حملة "التطهير" التي يقودها ضد معارضيه.

وسلطت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية الضوء على السجون التركية، التي تكتظ بعشرات الآلاف من المعارضين في ظل ظروف مزرية.

وتطرقت إلى قصة الصحفي، تونغا أورتن، الذي اقتحم نحو 20 عنصرا من قوات مكافحة الإرهاب منزله في ديسمبر الماضي، واقتاد عناصر الأمن التركي، الصحفي، إلى زنزانة مساحتها متر واحد فقط، مع 4 موقوفين، وظل على هذا الوضع لمدة 24 يوما، دون مرحاض ولم يسمح له بالاستحمام.

ودفع هذا الوضع، الذي لا يطاق الصحفي إلى توسل السلطات لنقله إلى السجن، ظنا منه أن الوضع هناك سيكون أرحم، لكن كانت الظروف هناك أسوأ، حيث الاكتظاظ الشديد.

واعتقل أورتن (37 عاما) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة، وذلك بعد أن نشر تحقيقا يدين شركة يديرها وزير الطاقة بالتورط في تجارة النفط مع تنظيم داعش الإرهابي، وظل في السجن لمدة 10 شهور، ورغم إطلاق سراحه بكفالة إلا أنه ينتظر محاكمة.

عشرات السجون الجديدة

وأورتن واحد من أصل 224 ألف شخص زجت بهم حكومة الرئيس أردوغان في السجون، وبين هؤلاء المعتقلين، صحفيون وقضاة ومعلمون وعسكريون وغيرهم اعتقلوا فيما يعرف بحملة "التطهير"، التي تطال معارضين وإرهابيين مفترضين، على صلة بجماعة الداعية، فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، لكنه ينفي ذلك بشدة.

وتقول وزارة العدل التركية إنه يوجد في البلاد 384 سجنا ومركز توقيف، لكنها لم تعد تكفي بسبب اكتظاظها الشديد.

 وأعلنت أنها ستبني  228 سجنا جديدا خلال السنوات الخمس المقبلة.

أوضاع مزرية

من جانبه، يقول النائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، بريس ياركادش، إن العنبر الواحد داخل السجون مصمم لاستيعاب 20 شخصا، لكن مصلحة السجون التركية تزج بـ 45 نزيلا فيه.

وأضاف أن بعض النزلاء ينامون على الأرض، ولفت إلى أن بعضهم أصيب بأمراض مزمنة من هذا الوضع المزري، مشيرا إلى أن الحل لدى حكومة أردوغان بالنسبة لهذه المشكلة بناء مزيد من السجون.

ولم يرد وزير العدل التركي، عبد الحميد غول، على طلب الشبكة الأميركية التعليق على الأمر.

رقم قياسي بعدد السجون

وباتت تركيا في العامين الأخيرين، ثالث أكبر دولة في أوروبا من حيث عدد النزلاء مقارنة بالسكان، خلف كل من روسيا والجمهورية السوفيتية السابقة، روسيا البيضاء.

ورغم الوحشية التي قابل بها الانقلابيون المدنيين الذين تصدوا لهم في المدن التركية، إلا أن أردوغان لم يكن أقل وحشية ضد معارضيه، وفق شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.

ويقول المحامي، عدنان شكير، الذي اعتقل بسبب صلاته بجماعة غولن إنه "يكفي الحصول على حساب مصرفي لمؤسسة أو أن تدرس في جامعة ذات صلة بغولن حتى يتم اتهامك بالإرهاب"، وتدخل، بالتالي في غياهب السجون.