أثار وضع تمثال للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ألمانيا، مؤخرا، تزامنا مع ملتقى فني بمدينة فيسباغن، غربي البلاد، جدلا محموما، وسط انتقادات لحضور زعيم ذي سجل حقوقي "مريب".

 لكن مدافعين اعتبروا النصب مظهرا من مظاهر حرية التعبير، وأظهرت لقطات مصورة تم تداولها على نطاق واسع تمثالا من الحديد ذا لون ذهبي للرئيس التركي وهو يرفع ذراعه اليمنى صوب الأعلى.

وبحسب ما نقلته صحيفة "فيسباندر كورير" المحلية، فإن السلطات منحت ترخيصا في البداية لإقامة تمثال بوسط المدينة، في إطار فعاليات الحدث الفني، لكنها لم تعتقد أن الأمر يتعلق بنصب لأردوغان.

ويعد أردوغان شخصية مثيرة للجدل في ألمانيا، سواء بسبب انتقاد منظمات دولية لسجله الحقوقي، أو بالنظر إلى الأزمة الديبلوماسية التي قامت بين أنقرة وبرلين في 2017، بعدما رفضت السلطات الألمانية السماح لمسؤولين أتراك بإقامة تجمعات انتخابية حتى يروجوا لدستور تركيا الجديد الذي حول نظام البلاد السياسي من برلماني إلى رئاسي.

واتهم أردوغان ألمانيا بـ"الفاشية" في خضم الأزمة، كما انتقدت أنقرة مرارا ما تعتبره تساهلا من برلين مع شخصيات كردية مدرجة ضمن خانة "الإرهاب" التركية.

وتحول التمثال المفاجئ إلى جدل بالمنصات الاجتماعية، إذ يرى مدافعون أن الأمر يتعلق بشخصية سياسية تتولى إدارة بلد تقيم معه ألمانيا علاقات طبيعية.

في المقابل، يقول منتقدو التمثال إن قيمة الفن في أن يحتفي بالرموز التي تقدم خدمة للبشرية فتدفع باتجاه التسامح والقيم المثلى، أما تكريم رئيس سجن الآلاف من الأشخاص وأطلق تصريحات مناوئة للديمقرطيات الغربية حتى يستميل أنصاره بنهج شعبوي، فلم يكن خيارا ملائما.

أما القول بأن وضع تمثال أردوغان مظهر من مظاهر حرية التعبير، فلا يبدو كلاما منسجما، بحسب المنتقدين، على اعتبار أن أردوغان شن حملة ضد الصحفيين في بلاده، كما انتهى الأمر بعدد من الإعلاميين المرموقين في الزنازن، بعدما كشفوا قضايا فساد، أو انبروا إلى انتقاد النهج السلطوي للحكم.

واضطر عدد من عناصر الشرطة إلى المرابطة في مكان قريب من التمثال، تفاديا لحصول مناوشات بين المتحمسين للتمثال والرافضين له، كما لاحظت السلطات كتابات غرافيتي في الموقع بعد وضع القطعة الفنية.