لليوم الخامس على التوالي تتواصل احتجاجات الغضب في إيران وتزداد حدتها وتتسع دائرتها لتشمل مدنا ومناطق في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصا في قم، وسط البلاد، والعاصمة طهران، فيما أخذت تتحول إلى مظاهرات دموية بعد سقوط أول قتيل فيها.

رموز الملالي أصبحت هدفا للمتظاهرين، الذين خرجوا احتجاجا على الظروف الاقتصادية السيئة وانهيار الريال والفساد، فهاجموا حوزة دينية وهتفوا ضد المرشد والسلطة الدينية وسياساتها، بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، كما حدث في مدينة قم.

ويشكل وصول الاحتجاجات إلى مدينة قم، التي تعتبر حوزتها العلمية المركز العلمي للشيعة بعد النجف في العراق، أقوى صفعة للملالي، بالنظر إلى أهميتها الدينية.

وأفادت أنباء أن الاحتجاجات في قم، التي تضم العشرات من المؤسسات والمدارس العلمية ويزيد عددها على 60 مؤسسة ومدرسة، انطلقت من الميدان الرئيسي فيها "ميدان توحيد"، حيث هتف المتظاهرون ضد حزب الله اللبناني والمرشد الأعلى.

ووفقا لتقارير فقد امتدت التظاهرات من مدينة شيراز في الجنوب إلى الأهواز في الغرب، مرورا بقم في وسط البلاد، إلى طهران في الشمال ومشهد في شرقي البلاد.

إضافة إلى هذه المدن، شملت الاحتجاجات مشهد وكرج وخميني شهر وآراك والأهواز وغندريجان ونجف أباد وقرجك ورامين واشتهارد.

تنامي مظاهرات الغضب في إيران
1 / 4
من قم إلى مشهد فشيراز وطهران
2 / 4
إيران تنتفض
3 / 4
مهاجمة رموز الملالي
4 / 4
تنامي مظاهرات الغضب في إيران

وخلال هذه الاحتجاجات صرخ المتظاهرون بهتافات مثل "خامنئي.. اخجل واترك البلاد"، و"الموت للدكتاتور" و"لا تخافوا لا لا تخافوا كلنا متحدون معا" و"الغلاء والنكبة.. الموت لروحاني".

وشهد يوم الجمعة سقوط أول قتيل في الاحتجاجات الأخيرة، وذلك بعدما أفادت تقارير بأنه سقط في مدينة كرج إلى الغرب من طهران، فيما تحدثت أنباء عن اعتقال العشرات.

يشار إلى أن التظاهرات الإيرانية بدأت احتجاجا على التضخم وتدهور سعر وقيمة العملة الإيرانية وانتشار الفساد، بالإضافة إلى تمويل إيران لأذرعها في العراق واليمن ولبنان، بالإضافة إلى ضخ الأموال الطائلة لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتأتي هذه التظاهرات في وقت يترقب الإيرانيون بقلق ما ستؤول إليه الظروف والأوضاع الاقتصادية إثر إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، والتي ستدخل المرحلة الأولى منها يوم الثلاثاء المقبل.

وكانت واشنطن قد انسحبت من الاتفاق النووي مع إيران، فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات "شديدة الأثر" على الاقتصاد الإيراني على مرحلتين، الأولى في السابع من أغسطس الجاري، والثانية في الخامس من نوفمبر المقبل.