يقدم مطعم في لاهور شرقي باكستان خدماته للصم والبكم الذين تزدحم بهم جنبات المكان وهم يحتسون كؤوس الشاي ويناقشون مواضيع سياسية واجتماعية بلغة الإشارة.

ويقع مطعم "كونكا" في شارع "تامبل" الذي يحوي عدد من الفنادق والمقاهي الشعبية الأقدم في عاصمة البنجاب.

وحسب شهادات سكان الحي، أنشئ هذا المطعم الخاص بالصم والبكم قبل تقسيم باكستان والهند ويقدم خدماته على مدار الساعة دون توقف، ويسترعي انتباه من يزور المكان لأول مرة غياب البوابة في الواجهة.

وحدها الإشارات هي لغة التواصل بين رواد المقهى من مختلف الشرائح العمرية وأكواب الشاي لا تفارق الطاولات الخشبية.

وبإشارات سريعة، يبدي محمد نديم أحد أقدم رواد المقهى ارتياحا للقاء أصدقائه في المكان الذي يعتبره جزء مهما من حياته اليومية، مشيرا إلى أنه ينسى كل مشاكله هنا ويشارك في نقاشات متواصلة مع باقي مرتادي المطعم.

ويتوافد على المقهى المئات من الصم والبكم من مختلف مدن إقليم البنجاب، ليس فقط لتقاسم فناجين الشاي الباكستاني بل للقاء والتواصل فيما بينهم.

ويشتهر مقهى "كونكا" بتقديم صنفين من الشاي، أحدهما "مركز" بنسبة شاي أعلى، والآخر يدعى "دوتهي باتي" بالحليب ويقدم في كأس زجاجي عوض الفنجان وسعره 15 روبية (1 دولار=99 روبية).

ولا يستطيع بشير، 70 سنة، بدء يومه دون تناول الشاي هنا، ويعترف أنه تحول إلى مدمن على المقهى الذي يرتاده أكثر من ست مرات يوميا ويقضي ساعات طويلة في الحديث مع زبائن عاديين تجتذبهم خصوصية المكان.

وأكد أن شخصيات سياسية باكستانية معروفة تضم زعيم الرابطة الإسلامية نواز شريف وزعيم حزب تحريك إنصاف عمران خان يقصدون المقهي للاستمتاع باحتساء شايه المميز.

وحول تنوع الزبائن، يقول بشير إن الأشخاص العاديين تعودوا على فهم لغة الإشارة التي يتواصل بها الصم والبكم، وهو ما يمكنهم من مناقشة قضايا سياسية وتبادل خبراتهم في الحياة.

ويعمل في المقهى عشرة أشخاص يتقاسمون ساعات العمل اليومية المقسمة على فترتين، أما مالك المطعم عبد الرزاق فهو طريح الفراش مما أجبره على تفويض أحد المستخدمين للإشراف على تنظيم العمل به.