من خلال السعي إلى جذب أكبر عدد ممكن من القراء تسعى بعض المواقع إلى نشر أخبار دون بذل أي جهد للتأكد من مصداقيتها، وهذا مطب لا تقع بين مواقع التواصل الاجتماعي بل الكثير من وسائل إعلام عرف عنها المصداقية والموضوعية إلى حد كبير.

 فعى سبيل المثال يقول الخير الذي تم تداوله في مواقع عربية عدة ونقلا عن بعض المصادر الأجنبية غير الموثوقة أن رجلا فقيرا تمكن خلال 15 عاما من إنجاب أكثر من 1300 طفلا غير شرعي.

ويوضح الخبر أن عائلة من ولاية تينيسي الأميركية قامت باستئجار محقق خاص لاكتشاف الحقيقة المروعة، حيث جمع الآلاف من عينات الحمض النووي وشهادات على مدى 15 عاما أثبتت في نهاية المطاف نسب الآلاف من الأطفال غير الشرعيين في الولاية إلى الرجل الذي لم يتم الكشف عن اسمه.

وقال الرجل: "ليس لدي أي شيء أخجل منه لقد كانت فترة الستينات من أجمل فترات حياتي، وكان لأغنيات جوني كاش دور كبير في التأثير على مشاعر السيدات".

وأشار المحقق الخاص، سيد روي، إلى أنه لم يتوقع أن التحقيقات ستستمر 15 عاما، وقال "كل شيء بدأ عام 2001 عندما طلب مني رجلان لا يعرفان بعضهما الكشف عن والد كل منهما البيولوجي ... لقد ذهلت بعد إجراء تحليل الحمض النووي، الذي أثبت أنهما شقيقين من الأب ذاته، وهكذا بدأ الكشف عن السر الذي أصبح مهمة شخصية بالنسبة لي".

وأكد المحقق أنه لم يبد أي من أبناء الرجل رغبة في رفع دعاوى قضائية ضده وأضاف أن مجمل الأبناء سعداء بمعرفة الحقيقة ولا أحد يحمل ضفينة تجاه الأب البالغ من العمر 87 عاما.

ولدى تتبع الخبر ظهر أن معظم من تناقله هي مواقع إندونيسية باللغة الباهاسا أو نقلته بعض مواقع إندونيسية أخرى باللغة الإنجليزية، لتسارع بعدها مواقع عربية لنشره وترجمته مع نشر صورة لرجل مجهول تدعي أنه صاحب القصة، وذلك الذي رفض نشر اسمه ووافق على نشره صورته يتبين بمعادلة بسيطة أنه كان يعاشر ما لا يقل عن ألف امرأة سنويا أي بمعدل 3 سيدات يوميا وأنه يملك خصوبة كبيرة تجعله قادرا على أن يحملن من أول معاشرة ليبحث في اليوم الثاني عن 3 سيدات آخريات في مدينة ربما لا يتجاوز عدد سكانها عشرات آلاف.

ويبدو أن الرغبة في الإثارة المجانية تجعل باتت تجعل الكثير من المواقع الإعلامية تبحث عن قصص مليئة بالجنس أو الغرائب دون بذل أي جهد للتأكد منطقيته ظنا أن القارئ سيقبل بكل شيء دون أدنى محاكمة، علما بأن هناك مواقع طريفة تنشر الأخبار الكاذبة بطريقة محكمة للسخرية من هذا الأمر إلا بعض الإعلاميين يقعون في مطبها وينقلون عنها ليكتشفوا من بعد أن تلك المواقع هي مواقع كوميدية ولا تنكر ذلك.