"أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام وحيد ولكن بين ضلوعي زحام خايف لكن خوفي مني أنا أخرس لكن قلبي مليان كلام"

بهذه الكلمات قدم صلاح جاهين نفسه في خمسينيات القرن الماضي ليبدأ مسيرة إبداع دامت نحو ثلاثة عقود وشملت أنواع متعددة ومختلفة من الفنون.

فجاهين المولود في 1930 لأسرة قضائية، شق طريقه في عالم الإبداع كشاعر للعامية المصرية مستفيدا من تراث بيرم التونسي وأشعار رفيق دربه فؤاد حداد.

إلا أن إبداعات جاهين لم تقف عند الشعر، فعلى صفحات جريدة الأهرام اعتاد القراء على مطالعة رسوم الكاريكتير التي كان يرسمها  بشكل يومي والتي تناولت بأسلوب ناقد لاذع وبخفة ظل مصرية خالصة كافة سلبيات المجتمع.

كما برز جاهين في عالم السينما ككاتب للسيناريو للعديد من الأفلام مثل "أميرة حبي أنا" و"خلي بالك من زوزو" و"شفيقة ومتولي" كما شارك في كتابة سيناريو فيلم "عودة الابن الضال" مع المخرج يوسف شاهين وغيرها الكثير.

وشارك جاهين بالتمثيل في عدد من الأفلام مثل فيلم "اللص والكلاب" للمخرج كمال الشيخ و" لا وقت للحب" للمخرج صلاح أبو سيف.

وغنى كبار المطربين من أشعار جاهين، إذ ارتبط اسمه كشاعر بصديقه الملحن سيد مكاوي، وكون ثالوثا فنيا مع كل من الملحن كمال الطويل والمطرب عبد الحليم حافظ ليقدموا عشرات الأغاني الوطنية.

كما غنت أم كلثوم من كلماته أغنيات مثل "والله زمان يا سلاحي" و"ثوار" و"راجعين بقوة السلاح" وغيرها الكثير.

كما لايزال أطفال مصر يذكرون لجاهين إسهاماته في مجال مسرح الطفل إذ قدم مع سيد مكاوي وصلاح السقا مسرحية "الليلة الكبيرة" لمسرح العرائس التي لاتزال من كلاسيكيات مسرح الطفل في العالم العربي.

وكان آخر أعمال جاهين قبل رحيله في الحادي والعشرين من أبريل عام 1986 كتابته لأغاني كلمات فيلم "اليوم السادس".