تشد همم العلماء المختصين لرصد هلال رمضان الذي يكتنف جو رؤيته طابعا روحانيا يتمزج فيه شوق بالتشويق. ومنح حسن أحمد الحريري، الرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للفلك، سكاي نيوز عربية لمحة عن أجواء الرصد العامة للهلال الرمضاني.

واعتبر الحريري أن عملية رصد الهلال هي عبارة عن فرحة تبدأ من أجواء رصد الهلال نفسه، وتتوج بثبوت الرؤيا، مؤكدا أن هذا المفهوم لطالما اتخذ طابعا احتفاليا في دولة الإمارات عامة، تعود عليه شخصيا منذ الطفولة وبعيدا عن اختصاصه الفلكي الذي يزاوله اليوم، حيث ذكر "كانت أمهاتنا توزع علينا الحلوى استبشارا بظهور هلال رمضان وبالتالي حلول الشهر الكريم، الذي هو فرحة بامتياز".

وبعيدا عن العادات الاجتماعية والموروثات الثقافية، حمل الحريري سكاي نيوز عربية في جولة خاطفة لتسليط الضوء على بعض أهم كواليس رصد هلال شهر رمضان حيث استهل حديثه: "أولا أود أن أؤكد أن عمليات رصد الهلال نقوم بها على مدار 12 شهر".

ثم واصل قائلا "لكن هلال شهر رمضان يظل الأميز لارتباطه بجانب عقائدي روحاني، وهذا التعهد المستمعر للأهلة، بات اليوم أكثر دقة وتطور ومبني على حسابات علمية دقيقة لها فوائد جمة، أيضا أسهمت إلى حد كبير في المحافظة على جانب شوق الناس لمعانقة الشهر الكريم، لكنها خفضت من عامل التشويق حيث باتت المعادلات الحسابية تمنحنا صورة جلية عن رؤيا الهلال عموما، وقد نزع بذلك التشويق شيئا فشيئا في هذا الإطار نحو مفهوم الاستبشار بالشهر الكريم، الذي تعد نوعا من أنواع الفرحة أيضا".

وقد عرج الحريري في حديثه هذا على دور علماء الفلك في هذا الإطار ذاكرا "دورنا نحن كعلماء يتمثل في رصد الهلال والإقرار بثبوت الرؤية أو عدمها ومن ثمة رفع تقرير للعلماء الشرعيين المعنيين المكلفين".

صعوبات في الرؤية

وانتقل الحريري لتسليط الضوء على الطابع الميداني لعملية رصد الهلال الرمضاني، إذ يقول "عندما يكون هناك صعوبة في رؤية الهلال ناتجة مثلا عن قرب الهلال من الشمس، يضطر علماء الرصد إلى الالتجاء إلى أماكن مرتفعة، ذات رطوبة منخفضة لرؤيته بدقة، وعادة ما تكون هذه الأماكن في البر".

وعن العدة المستعملة أشار الحريري قائلا "نستخدم في هذه المهمة أجهزة متطورة مثل التلسكوب المبرمج على الحاسوب، بحيث إذا كان هناك شك في رؤية الهلال نعود للحاسوب لتحديد الجرم بسهولة".

وبين الحريري في هذا الإطار أن هذه المرحلة عادة ما تكون مصحوبة بالتقاط صور للهلال الرمضاني حيث أكد "يتم تركيب كاميرا على التلسكوب لتوثيق رصد الهلال الرمضاني".

كما أشار الحريري إلى الأجواء التي تخلف عملية الرصد نفسها، موضحا "أقل عدد من القائمين على عملية الرصد ينبغي أن يكون اثنان فما فوق ذلك، والعدد مفتوح، ولطالما شاركنا موطنون وأطفال مدارس بعدة الرصد التي تتوفر لديهم، سواء كانوا من هواة الرصد أو المستكشفين الجدد لهذا العلم المشوق، ونحن نشجع ونستبشر بالمنخرطين دائما، وأجد شخصيا أن هلال رمضان فرصة لترغيب الناس في الإقبال على علم الفلك المدجج بالأسرار الربانية".

وبعد التأكد من رؤية الهلال لا يبقى على علماء الفلك إلا إعلام الجهات المختصة بذلك، ويردف الحريري: "بعد ثبوت الرؤية نرفع تقريرا عن طريق رسالة نصية للجهات الشرعية، وتكون فيها بيانات عدة منها مكان رصد الهلال وتوقيت ذلك، ليتم التكفل بنشر بشرى حلول الشهر الكريم عن طريقهم".