أخذ الجدل المعتاد حول مهرجان موازين الفني وتكلفته الباهظة منحى جديدا في دورته الثانية عشرة هذا الأسبوع، بسبب الحفل الذي أحيته فنانة البوب البريطانية جيسي جي وهي ترتدي ملابس "غير محتشمة".

وكادت الاعتراضات على المهرجان تتطور إلى مظاهرة احتجاج، إلا أن السلطات المغربية حالت دون ذلك، وألقت القبض على أربعة عناصر من مجموعة لم تتعد العشرة عندما بدأوا يتجمعون لهذا الغرض.

واعتبرت السلطات مظاهرة الجناح الطلابي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل الذي يقود الحكومة الحالية في المغرب غير مرخص لها. ويثير المهرجان منذ دورته الأولى جدلا بسبب تكلفته التي ترجع إلى استقطاب نجوم كبار في عالم الغناء والفن من الشرق والغرب.

وافتتحت الدورة الحالية لمهرجان موازين "ايقاعات العالم" في 24 من الشهر الجاري، وتنتهي في الأول من يونيو المقبل. ويرى مناهضون للمهرجان أنه يبذر أموالا طائلة تحتجها المغرب لتوظيف الشباب العاطل ومساعدة الفقراء.

والتزمت الحكومة المغربية الصمت تجاه الجدل الدائر حول موازين، على عكس الدورات السابقة قبل نحو عامين، أي قبل أن يترأس حزب العدالة والتنمية الحكومة، حيث كانت مثل المناهضين ترى أن عددا من المهرجانات في المغرب لا تراعي الهوية والثقافة المغربيتين، وتنشر ما تعتبره فسادا، وتبذر الأموال.

واكتفى عبدالله بوانو، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب، في برنامج تلفزيوني تبثه القناة المغربية الأولى بالقول إن مهرجان موازين "له جمهوره".

لكن فنانة البوب البريطانية جيسي جي فتحت الباب على مصراعيه لجدل من نوع آخر في المهرجان، عندما أحيت حفلها السبت الماضي في المهرجان وهي ترتدي لباسا قصيرا جدا، أقرب إلى الملابس الداخلية، ما أثار ردود فعل مختلفة في وسائل إعلام مغربية وعلى المواقع الاجتماعية.

وقالت يومية التجديد المقربة من حزب العدالة والتنمية تحت عنوان "موازين يحتل الإعلام العمومي بصور عري صادمة" إن هذا المهرجان يكرس "ثقافة التجهيل والتطبيع والتمييع باستدعاء أسماء تصرف عليها أموال طائلة في ظل أزمة اقتصادية خانقة".

في المقابل، اعتبر آخرون على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما ارتدته جيسي "عادي جدا ويشبه إلى حد كبير لباس الرياضيات في المسابقات العالمية دون أن يلتفت إليهن أحد".