احتفت شركة محرك البحث الإلكتروني غوغل بذكرى ميلاد خبير علوم المصريات البريطاني هوارد كارتر مكتشف المقبرة الذهبية للفرعون الصغير توت عنخ أمون، وكرست رسم صفحتها له وهو يتأمل الكنز الذي أخرجه للنور عام 1923 ليبهر العالم منذ ذلك الحين.

في 9 مايو 1874 ولد هوارد كارتر في لندن لأب رسام لقنه أصول فنه حتى يسير على دربه فقادته مهارته في الرسم والنقش ليكون في سن السابعة عشر مبعوثا لصندوق التنقيب في مصر لتوثيق اكتشافات مقابر بني حسن الفرعونية بالمنيا.

وظل يتنقل حتى عام 1899 في صعيد مصر ليوثق للاكتشافات المتعددة وقتها بين تل العمارنة حيث شيد فرعون التوحيد أخناتون مدينته ثم في الدير البحري لينقل الحفريات الجدارية لمقبرة حتشبسوت (1508-1458 قبل الميلاد) الملكة التي حكمت مصر نحو عقدين من الزمان.

وفي ذلك العام عين رئيسا لمفتشي هيئة الآثار المصرية وظل في هذا الموقع حتى استقال عام 1905 على خلفية حادث بين خفراء الموقع المصريين ومجموعة من السواح الفرنسيين انحاز فيها كارتر للعمالة المصرية.

بعد ثلاث سنوات عجاف كلفه لورد جورج إدوارد كارنارفون، الواسع الثراء، بمباشرة عمليات التنقيب الخاصة به في مصر.

صفحة محرك البحث غوغل يوم التاسع من مايو

كارتر، الذي كان يدرس منذ سنوات احتمال وجود مقبرة استثنائية في وادي الملوك في الأقصر، أقنع اللورد بتمويل التنقيب عنها في 1914.

لكن البحث طال ونفد صبر اللورد في 1922 فأمهل كارتر موسما واحدا آخر مهددا إياه بوقف تمويله بعدها.

وقبل فترة وجيزة من انتهاء المهلة تم العثور على الدرج المؤدي إلى مقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922.

أرسل كارتر في التو برقية لمموله الذي حضر في 26 نوفمبر 1922 بصحبة ابنته وآخرين.

عندها شق كارتر شقا في مدخل المقبرة ليسترق النظر على ضوء شمعة ليري بوادر الكنز.

عندما سأله كارنارفون حينها "هل بإمكانك أن تري شيئا؟" رد عليه كارتر بعبارته الشهيرة : "نعم، أرى أشياء مذهلة".

خبير علوم المصريات البريطاني هوارد كارتر مكتشف المقبرة الذهبية للفرعون الصغير توت عنخ أمون

اليوم المشهود

وفي يوم 16 فبراير 1923 فتح كارتر الباب الموصد والذي قاده إلى غرفة الدفن ليلقي النظرة الأولى على التابوت المذهب الرائع للفرعون الطفل الذي توفي في سن الرابعة عشرة.

أبهر الصندوق الذهبي الثلاثي، الذي يحوي التابوت الذهبي وقناع مومياء الفرعون المرصعين بأحجار اللازورد الأزرق، العالم بعد أن قامت الصحف العالمية بتغطية الاكتشاف عن طريق مراسليها الذين وفدوا إلى الأقصر خصيصا، فضلا عن فخامة الأثاث الجنائزي المكتشف في المقبرة.

تهريب الأثار

أظهرت الملاحظات التي دونها كارتر بنفسه أنه دخل إلى غرفة الدفن بصحبة لورد كارنارفون وابنته بعد اكتشافها بقليل و قبل افتتاحها رسميا. وفي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وبعد حوالي ستين عاما من اكتشاف المقبرة اكتشف ممر سري في قصر اللورد يقود إلى خبيئة تحتوي على أعداد كبيرة من القطع الفرعونية الفريدة مما دعم الشكوك التي ثارت بأن كارتر وكارنارفون استوليا على جزء من الكنز دون الإبلاغ عنه.

لعنة الفراعنة

ساد معتقد أن لعنة الفراعنة تصيب كل من دنس مقبرة بعد أن أصيب لورد كارنارفون بلدغة بعوضة بعد أقل من شهر من افتتاح المقبرة بعد أن كان قد جرح نفسه بشفرة الحلاقة وتلوث الجرح وتوفي يوم 5 أبريل 1923 في القاهرة.

لكن وفاة كارتر في 2 مارس 1939 بعد 17 عاما من دخوله المقبرة يعتبره العلماء دليلا علي كذب أسطورة "لعنة الفراعنة".

ومن يزر قبر كارتر في لندن يجد محفورا على شاهدها الحجري: "لتعش روحك، لتمض أنت يا عاشق طيبة ملايين السنين جالسا ووجهك شطر الرياح الشمالية وعيونك تشع سعادة".