بعد أن فقدت ليز إيزلر والدها بسبب إصابته بسرطان الرئة لاحتكاكه بالألوان التي كان يستخدمها في أعماله الفنية، ثم إصابة زوجها بالداء ذاته بسبب إدمانه التدخين؛ أنشأت "المنتدى السويسري لسرطان الرئة" عام 2003، مما جعل من مركزها مرجعاً مهما للتوعية بهذا المرض، عبر لوحات فنية تجوب بها مدن سويسرا.

وتصف إيزلر، في تقرير نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، فكرة المنتدى بالقول: "لم أدع اليأس يتملكني وأنا أتلقى الصدمتين واحدة تلو الأخرى، بل جلست ألملم شتات فكري، وأستجمع قواي التي قاربت على الانهيار، والتفكير كيف يمكن أن أنقذ آخرين قبل الوقوع في براثن هذا المرض".

وتضيف مستعيدة شريط ذكرياتها: "تعلمت من والدي أن أضع أحزاني وقلقي في عمل فني، ففيه أفرغ طاقات الفكر الشريد والحزن الشديد، ومهما سيكون هذا العمل فهو نتاج معاناة حقيقية يعيشها الإنسان، فصنعت مجسماً رأيتني فيه أضع قدري بين يدي وأحرص عليه وكلي أمل في أن القادم سيكون أفضل".

ويضم المنتدى في عضويته خمسة آلاف شخص، إما مصاب بسرطان الرئة أو فقد عزيزاً لديه متأثراً بهذا الداء، حيث اتفقوا على توعية المجتمع من خطورة الإصابة بهذا المرض.

ويحرص المنتدى على أن يقدم من استطاع من أعضائه أعمالاً فنية تعكس معاناتهم، إما من المرض أو من تداعياته. فظهرت مجموعة من الأعمال بين صور زيتية وأخرى فوتوغرافية ومجسمات بها الكثير من المعاني التي تحذر من هذا الخطر.

ويخاطب أعضاء المنتدى مختلف شرائح المجتمع مستخدماً تلك اللوحات، ففي كل عمل ألف رسالة ندم، ومائة صيحة تحذير، من إهمال التعامل مع أسباب الإصابة بسرطان الرئة واتخاذ اللازم قبل فوات الأوان.

وأوضحت إيزلر أن أهم تلك الحملات هي التي تخاطب التلاميذ في سن يتراوح بين العاشرة واثني عشر عاماً، حيث تؤكد استناداً إلى خبرات تربوية أن هذه السن هو الأفضل للتوعية والتحذير، إذ تترسخ فيه قناعة الأطفال بالأفكار.

واستدلت على ذلك بأن نسبة 89 بالمئة من الأطفال الذين ركز المنتدى على توعيتهم منذ عام 2004 بخطورة التدخين وأهمية العناية بالصحة العامة؛ أصبحوا الآن في سن العشرين ولا يفكرون على الإطلاق في التدخين، بل يحذرون الآخرين منه.

وتؤكد إيزلر على "أن نشاط المعرض المتنقل لضحايا الإصابة بسرطان الرئة حفز آخرين غير مصابين على المشاركة فيه بأعمال فنية دعماً له عن قناعة بأهميته القصوى وبعدما لاحظوا مدى تأثيره في المدارس والنوادي والشركات التي نزورها ونقدم لها هذه الأعمال".