يستبشر فريق عمل مسلسل "شط الحرية- 3" خيرا بأن يكون لجزئه الثالث نجاحا يكمل نجاحات جزئيه الأول والثاني، بعد الإقبال اللافت من المشاهدين عليه في ليبيا خلال الأيام الأولى من شهر رمضان.

المسلسل الليبي، الذي يُعرض للعام الثالث على التوالي، يتناول المشاكل بين سكان في الريف والحضر في إطار كوميدي يخفف من حدتها، لتتناسب مع أجواء السكينة في الشهر الكريم.

ويقول المصور أحمد تفاحة في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن نجاح الجزأين السابقين وإقبال الجماهير على مشاهدتهما، دفع فريق العمل، ومؤلفه ومخرجه فتحي القابسي، إلى إنتاج جزء جديد بعدد أكبر من الحلقات، بواقع 30 حلقة وليس 15 فقط كما كان في السابق.

وبحسب تفاحة، فأحداث المسلسل تدور في إطار اجتماعي كوميدي ساخر، في زمن السبعينيات والثمانينيات في صحراء مدينة إجدابيا الليبية.

ويحكي "شط الحرية 3" قصة نزاع قائم بين عائلتين إحداهما متحضرة وتقيم في أكواخ خشبية ولديها عشيرة تحميها، والثانية تعيش في الخيام، والأجواء بينهما ملبدة بالمشاكل.

لكن العمل لا يرتكز عليهما فقط، فهو يقوم على 3 عائلات رئيسية، وهي عائلة الشيخ بورقبة شيخ النجع، وعائلة قوبعة مفتعل المشاكل، وعائلة الهمندعي وهو شيخ الأكواخ، ودائما تحاول عائلة "الهمندعي"، فعل ما يفعله الشيخ "بورقبة"، وهذا ما يثير المشاكل فيما بينهم.

أخبار ذات صلة

بشائر الاستقرار السياسي.. موسم درامي غزير في ليبيا
"أيام الجور".. سنوات الظلم والحرب الليبية في دراما رمضان

"صدى الحرب"

"هذا ليس كل شيء.. فالعمل يتسع لأكبر من العائلات وإجدابيا، بحسب المصور، الذي أضاف: "العنصر المشوق في القصة، هو أن المسلسل له إسقاطات سياسية واجتماعية في إطار يطلق عليه فنيا (الكوميديا السوداء)".

وتسير أحداث المسلسل إلى النزاع بين القبيلتين اللتين تذهبان إلى محكم يفصل بينهما مع نهاية كل حلقة من العمل بشكل ساخر يجذب المشاهدين؛ مما جعله يتصدر متابعة الليبيين عبر شاشات التلفاز.

الحلقات متصلة منفصلة؛ بحيث تكتمل عقدة كل حلقة وحلها خلال اليوم الواحد، وفي نفس السياق المشوق الذي يسقط أيضا سياسيا على حال ليبيا بعد الحرب، دون التطرق إلى الموضوع مباشرة. كما يخوض المسلسل في التدخل الأجنبي في شؤون الدولة، بنفس الإطار الساخر، وبشكل مبسط وسهل للمتلقي.

أخبار ذات صلة

"زمن الهف".. مسلسل ليبي يتناول انتشار جائحة في الستينيات
مسلسل "تخاريف".. قضايا الواقع الليبي على شاشة رمضان 2021

"عائدون بقوة"

ويختتم تفاحة حديثه بروح من التفاؤل، بأن الدراما الليبية "عائدة بقوة بعدد لا بأس به من المسلسلات خلال الموسم الرمضاني، خاصة وأن المشاهد الليبي أصبح يفضل الأعمال الفنية لممثلين من أبناء جلدتهم، بعد أن أظهروا حرفية ومهارة فنية في التمثيل تضاهي منافسيهم في عدد من الدول العربية".

وهلَّت بشائر حالة الاستقرار السياسي التي تتمتع بها ليبيا في الفترة الأخيرة، بتحريك عجلة الإنتاج الدرامي، وتطعيم الشهر الكريم بباقة من المسلسلات، إلا أن أصداء القتال والصراعات الدموية والسياسية تتردد في جنبات بعضها بتركيز القصص على ما خلَّفته هذه المحن على نفسية الشعب الليبي من صراعات وظلم اجتماعي.

ومن بين هذه المسلسلات، إضافة إلى "شط الحرية"، "أيام الجور"، و"الغربال" و"زمن الهف"، و"خفيف ظريف".

وتنتظر ليبيا إجراء الانتخابات الرئاسية ووضع الدستور الدائم للبلاد بنهاية هذا العام أو بعده بقليل، وسط آمال بطي صفحة طويلة من مآسي الحروب والانقسامات.