بعد اضطرارها للانسحاب السنة الماضية من لحاق (رالي) "الصحراوية" بسبب الإصابة، أصرت المحجوبة الكزان، على المشاركة هذا العام في هذا التحدي الرياضي، وعيش المنافسة الرياضية النسائية بروح تضامنية بين كتبان الداخلة الذهبية وشواطئها الأطلسية الآسرة.

تقول الرياضية المحجوبة الكزان، المنحدرة من مدينة العيون، جنوبي المغرب، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن مشاركتها في هذه التظاهرة تطلبت منها إعدادا بدنيا مكتفا، يمكنها من مسايرة أطوار التحدي وتحمل المسابقات الشاقة وسط الحرارة المرتفعة والرياح القوية وفي المسارات الوعرة، على مدى 5 أيام متتالية.

ويشكل هذا الحدث الرياضي التضامني الذي يقام في مدينة الداخلة، بجنوب المغرب، وفق المحجوبة التي تشارك لثالث مرة في اللحاق، مناسبة للترويج للسياحة بالداخلة والأقاليم الجنوبية، وإبراز ما تزخر به من مؤهلات طبيعية والتعريف بتنوع الثقافة الصحراوية الغنية.

"التطعيس".. أدرينالين بضمير مرتاح

 

وإلى جانب المحجوبة، تشارك 80 سيدة أخرى في هذا اللحاق من مختلف مناطق المغرب وكذا القارتين الأفريقية والأروبية، يمثلن 35 فريقا، جمع بينهن حب التحدي و العمل التضامني.

التظاهرة تسعى إلى التشجع على الانخراط في العمل التضامني

وتمثل المشاركات في هذا التحدي النسائي، عددا من الجمعيات التي تعنى بقضايا الأطفال والنساء، لا سيما جمعية "التضامن النسوي" المهتمة بالأمهات العازبات وجمعية "أصدقاء الشريط الوردي" لدعم النساء المصابات بسرطان الثدي.

الرياضة في خدمة قضايا النساء

وتعد تظاهرة "الصحراوية"، المنظمة في نسختها السابعة هذا العام، من طرف جمعية "لاغون الداخلة للتنمية الرياضية والتنشيط الثقافي" ومجموعة "الداخلة أتيتود"، مناسبة من أجل تعزيز وترسيخ قيم التضامن النسوي وخوض تجربة رياضية فريدة، في الان ذاته. 

ويشكل لحاق "الصحراوية" حسب منظميه، رافعة حقيقية وفعلية للعمل الاجتماعي التضامني، عبر التزام المشاركات، وجميع ممثلات الجمعيات من المغرب أو من خارجه، بقيم وأهداف التظاهرة.

مشاركة النساء في السباق دليل على قدرة المرأة على تحدي الذات

وتعتبر ليلى أوعشي رئيسة جمعية لاغون الداخلة، ومنظمة لحاق "الصحراوية"، أن "مشاركة النساء في هذا السباق دليل على قدرة المرأة على تحدي الذات وخوض منافسات شاقة، إلى جانب عملها الإنساني، حيث تقوم فكرة التحدى على تمثيل النساء لجمعيات تعمل في المجال التضامني، ومساعدة أخريات على ولوج العمل الجمعوي".  

وتضيف في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن هذه التظاهرة تسعى إلى تشجع النساء على الانخراط في العمل التضامني، وتسخير الرياضة لخدمة المبادرات الإنسانية التي تعود بالنفع على الجمعيات المشاركة في اللحاق، حيث تتبرع الفائزات بقيمة الجائزة للجمعية التي مثلنها طيلة أيام التحدي.  

أخبار ذات صلة

المغرب وأميركا اللاتينية.. اقتصاد عبر الأطلسي
خلال عقدين.. الجدل مستمر بشأن "مكاسب" المرأة المغربية

وتؤكد أوعشي أن نسخة هذا العام من تظاهرة "الصحراوية" تنظم في ظروف استثنائية مرتبطة بجائحة كوفيد-19، وتشير إلى أنه تم اتخاذ كافة التدابير الاحترازية، كما خضعت المشاركات والمنظمين وجميع الطواقم باختلاف مهامهم، لفحوص للكشف عن الفيروس قبل إنطلاق التظاهرة.  

التظاهرة الرياضية تشكل وسيلة للترويج لمدينة الداخلة

إضافة إلى ذلك، تشير المتحدثة إلى أن مدينة الداخلة كانت من بين المدن التي لم تسجل حالات مرتفعة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، منذ ظهور الوباء في المغرب، وكانت المدينة الوحيدة التي فرضت إجراء فحص كشف عن الفيروس، قبل الدخول إليها أو بعد الوصول إليها مباشرة، وهو ما ساهم حسبها في منع انتشار الوباء بالمدينة.

الترويج السياحي لمدينة الداخلة

وإلى جانب البعد التضامني لهذه التظاهرة الرياضية، فقد شكلت وعلى مدى 7 سنوات وسيلة للترويج لمدينة الداخلة كوجهة سياحية عالمية، حيث تمنح للمشاركات في اللحاق فرصة اكتشاف المدينة طيلة أيام التظاهرة، والتعرف على عادات السكان المحليين ونمط عيشهم. 

يتم تخصيص يوم لتعريف المشاركات بالتقاليد المغربية الصحراوية

تقول أوعشي إن لحاق "صحراوية" يساهم في إشعاع مدينة الداخلة بشكل كبير، سواء من خلال التغطية الصحفية الواسعة التي ترافق تنظيم الحدث أو من خلال مشاركة الصور والفيدوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع تمكين المشاركات في التظاهرة من اكتشاف جمال الداخلة وسحر طبيعتها الخلابة بين الساحل والصحراء والمدينة. 

كما يحرص منظمو التظاهرة وفق المتحدثة، على دعوة المؤثرين والنجوم العالميين إلى الداخلة والذين يتحولون إلى سفراء "صحراوية" في المغرب وعبر العالم، وينقلون ما اطلعوا عليه حول خصوصية الثقافة الحسانية وعادات وتقاليد أهل الصحراء المغربية.

يحرص منظمو التظاهرة على دعوة المؤثرين والنجوم العالميين

وتلفت أوعشي، إلى أنه يتم تخصيص يوم لتعريف المشاركات بالتقاليد المغربية الصحراوية المتنوعة والتراث الحساني الغني، من اللباس الصحراوي التقلدي "الملحفة"، وطرق تحضير الشاي الصحراوي الفريد مع الاستمتاع بنغمات الموسيقى الحسانية، إضافة إلى تذوق الأطباق التقليدية التي تعتبر سمة من سمات الكرم الصحراوي.