يموت أكثر من 12.6 مليون شخص سنويا، بسبب تعرضهم لبيئات غير صحية، أي ما يعادل ربع الوفيات عالميا، بحسب منظمة الصحة العالمية.

جاء ذلك في تقرير حديث أصدرته المنظمة تحت عنوان "الوقاية من الأمراض من خلال البيئات الصحية: تقييم عالمي لعبء الأمراض الناجمة عن المخاطر البيئية". وأفاد التقرير بأن الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بلغ 8,2 مليون حالة وفاة.

وأشارت مديرة الصحة العامة وإدارة البيئة في المنظمة ماريا نيرا، إلى أن ثلثي الأمراض التي تقوم المنظمة بتحليلها الآن هي أمراض غير معدية، وهذه رسالة مهمة للغاية لأن هذه الأمراض تعد واحدة من أكثر الأوبئة التي تواجه الصحة العامة اليوم.

وأضافت قائلة "لو تمكنا من إزالة تلك العوامل البيئية، فيمكننا أن نضمن انخفاضا كبيرا في حدوث تلك الأمراض المزمنة"، وأرجعت أكثر من مئة مرض وإصابة لعوامل الخطر البيئية، والتي شملت تلوث الهواء والماء والتربة، وأيضا التعرض للمواد الكيميائية والأشعة فوق البنفسجية والتأثيرات الناتجة من تغير المناخ.

ونوهت إلى أن السكتة الدماغية تأتي على رأس قائمة الأمراض غير المعدية التي تؤدي لوفاة 2.5 مليون شخص، في حين يليها أمراض القلب التي تتسبب بوفاة 2.3 مليون وفاة، ومن ثم السرطان و الإصابات غير المتعمدة التي تتسبب بـ 1.7 مليون وفاة لكل منهما.

وذكر تقرير منظمة الصحة العالمية بأن آثار البيئة على الصحة تتفاوت من حيث العمر، وتؤثر في الأغلب على الفقراء، حيث تتمركز معظم الوفيات في إقليم جنوب شرق آسيا بحوالي 3.8 مليون حالة وفاة .

كما أن الأطفال دون سن الخامسة والبالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما هم أكثر الفئات تأثرا بالبيئة، وفقا للتقرير.

وأشار التقرير أيضا إلى أن الرجل أكثر تأثرا بالبيئة إلى حد ما، بسبب تعرضه لمخاطر وإصابات مهنية، فيما تتأثر المرأة بالمخاطر البيئية التقليدية، مثل الدخان المنبعث من الوقود الصلب المستخدم في الطهي أو نقل المياه.

ويوصي التقرير بتدابير فعالة من حيث التكلفة والتي يمكن أن تتخذها البلدان لعكس الاتجاه التصاعدي من الأمراض والوفيات المتعلقة بالبيئة.

وتشمل هذه التدابير الحد من استخدام الوقود الصلب لأغراض الطهي وزيادة فرص الحصول على تكنولوجيات الطاقة منخفضة الكربون.