لماذا يخاف الأطفال من الظلام؟ جميعنا مررنا بهذه التجربة مرة واحدة على الأقل في حياتنا، أو حتى واجهنا أشياء بلا خوف عندما كنا أصغر ونواجهها الآن بحذر، هناك شيء يتعلق بالظلام يجبرنا على الترقب.

ورغم أنه يبدو سخيفا ربط الخوف من الظلام بسبب تطوري، إلا أن الباحثون أثبتوا أنه من وجهة نظر التاريخ البشري، نبع هذا الخوف بسبب قرب البشر الأوائل من الحيوانات المفترسة التي تخرج في الظلام، إذ تطورت هذه السمة في محاولة للبقاء على قيد الحياة.

وقبل التكنولوجيا كان أسلافنا يترقبون هجمات الحيوانات المفترسة، التي تكثر ووتركز في الليل عند دخول الظلام، عندما تكون الفريسة فاقدة تقريبا للرؤية.

وذلك يعني أنه كان من المهم جدا لأسلافنا البقاء على قيد الحياة في الليل، رفضا لفكرة الموت افتراسا، واستمرت هذه التجربة إلى وقتنا هذا كشكل من أشكال القلق المعتدل، بسبب أن الإنسان هو كائن نهاري وليس ليلي بطبيعته.

وفقا لأندرو تارانتولا، الباحث في جامعة تورونتو في كندا، "هذا القلق ليس ردة فعل على فعل معين، بل هو شعور عالق ينذرنا بالخطر ليهيء الجسم للهروب أو المواجهة لدرء الخطر".

وإذا ما سمعت صوتا غريبا أثناء الليل، فالخوف أصبح أمرا تطوريا إلا أن مصدر الصوت على الأغلب يعود إلى نظرية التمدد والتقلص، فحرارة الجو سواء في الصيف أو الشتاء تؤدي إلى تمدد الأشياء من حولك مما تسبب تلك الضوضاء.