تكتسب عمليات جمع الأخبار بواسطة طائرات صغيرة من دون طيار "درون" زخماً متزايداً في صناعة الأخبار اليومية، لكن الغموض ما زال يكتنف كيفية استخدام هذه التكنولجيا بالنظر إلى القيود القانونية المفروضة عليها من قبل إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.

ووفقاً لموقع إدارة الطيران الفيدرالية، فقد حصلت شركتان تعملان في جمع الأخبار على الموافقة على استخدام هذه التقنية.

وقالت شركة "أرو داتا"، التي تتخذ من لاس فيغاس مقراً لها، إنها تبحث عن منح امتيار قدرات "الدرون" لديها إلى مؤسسات إعلامية.

وتريد الشركة بيع طائرات الدرون لديها إلى المؤسسات الإعلامية، مقابل قيامها بتدرب الصحفيين على التعامل مع هذه الطائرات في جمع الأخبار والتغطيات الصحفية.

ورغم أنها لم توقع أي عقود حتى الآن، فإنها تأمل بيعها إلى وسائل إعلام مختلفة، مثل المؤسسات الصحفية والتلفزيونية ووكالات الإعلام.

وقال مدير الأخبار في محطة "كلاس تي في" في لاس فيغاس رون كومنيغس، خلال محادثات مع شركة "أرو داتا"، إن طائرات الدرون هي أداة تسعى من أجلها المحطات التلفزيونية المحلية منها أو الوطنية.

يشار إلى أن هذه التقنية الناشئة تستخدم في الحروب وفي توزيع الرزم، غير أن إدارة الطيران الفيدرالية أقرت منذ سبتمبر الماضي أكثر من 200 استخدام لطائرات الدرون، ومن بينها استخدامها في الأفلام السينمائية وفي مجالي العقارات والبنى التحتية.

ومع ذلك تظل مسألة كونها وسيلة عملية موضع شك وغموض بالنظر إلى القيود الشديدة التي تفرضها إدارة الطيران الفيدرالية، بالإضافة إلى "المبالغ الطائلة" التي تحتاج إلهيا المؤسسات الإعلامية حالياً لتوفير المعدات والأيدي العاملة لوظيفة يظل هدفها محدوداً حتى الآن.

وتطلب إدارة الطيران بوجود طاقم من 3 أشخاص لاستخدام الدرون في الأخبار، على أن يكون أحدهم طياراً مرخصاً في تشغيل هذه الطائرات الصغيرة، بالإضافة إلى مشغل كاميراً ومتابع للطائرة لإدارة مسرح تحليقها.

وفي الأثناء، فإن شهوة العمل الصحفي في تغطية الأخبار العاجلة لا يمكن إطفاءها بطائرات الدرون، إذ يجب أولاً الحصول على موافقة مسبقة من إدارة المطارات المحلية والهيئات الفيدرالية، لتشغيل الطائرة، وهو أمر يجب القيام به قبل أيام للحصول على تلك الموافقة، وإلا فإنها ستعتبر طلعات غير قانونية، ربما يترتب عليها عقوبات.

ويجعل الحصول على موافقة مسبقة من تغطية الأخبار الطارئة أو العاجلة، مثل مسارح الجرائم والكوارث الطبيعية، أمراً شبه مستحيل.

ومع ذلك فإن هيئة الطيران الفيدرالي تروج لاستخدام الدرون في الأخبار، حيث أعلنت عن تعاونها مع شبكة "سي إن إن" لإجراء أبحاث حول جمع الأخبار في المناطق المأهولة بواسطة الدرون.

لكن استخدام مثل هذه الطائرات في مناطق الكوارث بعد حدوثها، ومن دون شروط، يمكن أن يحقق إنجازات على صعيد صناعة الخبر، مثلما حدث في نيبال عقب الزلزال المدمر الذي تعرضت له الدولة شبه المعزولة.

وكان من بين الصور اللافتة تلك التي التقطتها درون لمنطقة الكوارث في العاصمة كاتمندو وبالقرب منها، حيث شكلت تلك اللقطات سبقاً صحفياً في تغطية أهوال الدمار الناجمة عن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة بحسب مقياس ريختر وأدى إلى مصرع أكثر من 7000 آلاف شخص.