اذا قطع شخص ما الإنترنت في كوريا الشمالية لنصف نهار فلن يتطلب ذلك الكثير من الجهد، لكنه لن يمثل تأثيرا كبيرا على أقل دولة اتصالا بالعالم.

فهذه الدولة الشيوعية المنعزلة لا يوجد بها سوى ألف عنوان للإنترنت بالكاد وشركة واحدة لخدمات الإنترنت، ووصلة واحدة بالعالم الخارجي عبر الصين.

ولا تكاد تمثل وصلات الإنترنت واحدا في المئة من تلك الموجودة في أفغانستان، وهي دولة على نفس المستوى من الفقر وعدد السكان.

وعلى نفس المنوال، فإن إغلاق وصلات الإنترنت لن يكون له تأثير يذكر داخل كوريا الشمالية. فبالنسبة للاتصالات الإلكترونية الداخلية، يتم استخدام شبكة إنترنت مغلقة لكنها لم تتأثر فيما يبدو وفقا لمسؤولين في كوريا الجنوبية.

وقال ماثيو برينس الرئيس التنفيذي لشركة كلاود فلير ومقرها الولايات المتحدة التي تقدم خدمات لحماية المواقع الإلكترونية من الهجمات إن كوريا الشمالية "واحدة من الدول الأقل اتصالا في العالم".  

وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية إثر اتهام واشنطن لبيونغ يانغ بالوقوف وارء الهجوم الإلكتروني الكبير الذي تعرضت له شركة "سوني بيكتشرز"، لكن العديد من المسؤولين الأميركيين قالوا ان الحكومة الأميركية غير ضالعة في أي عمل إلكتروني ضد بيونغ يانغ. 

وعقب الهجوم الإلكتروني على سوني بيكتشرز ألغت الشركة عرض فيلم كوميدي عن عملية خيالية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون.

ويقول برينس إن انقطاعا للإنترنت من هذا النوع يمكن أن يحدث بفعل واحد من عدة عوامل. إذ يمكن لكوريا الشمالية أن تعطل الإنترنت بنفسها، ويمكن أن يحدث ذلك ببساطة بإرسال أمر واحد إلى جهاز توجيه (راوتر) واحد ويحتمل أن يكون الهدف هو منع المواطنين من الوصول إلى الفيلم والأخبار المتعلقة بالمواجهة مع واشنطن.

كما يمكن أن يكون القطع قد حدث من جانب شركة تشاينا يونيكوم وهي الشبكة الصينية التي تصل كوريا الشمالية بالعالم الخارجي. ونفت الصين أن تكون ضالعة في ذلك.

وهناك احتمال آخر بأن يكون السبب أجهزة، وعلى سبيل المثال تعطل جهاز توجيه (راوتر).

وبعد كل هذا هناك احتمال أن يكون ما حدث بمثابة هجوم، وهذا يعني أن شخصا ما أغرق حركة المرور على مواقع في كوريا الشمالية بالأوامر حتى توقفت الشبكة بأكملها في نهاية المطاف. وهذا يسمى هجوم "حجب الخدمة الموزعة" نظرا لأن هذا السيل ينتشر عبر مئات من أجهزة الكمبيوتر.

ومن غير المعروف سعة الإنترنت لدى كوريا الشمالية أو حجم الحركة التي يمكن أن تتحملها شبكتها، ولكن برينس يعتقد أنها يمكن أن تتعامل مع 10 غيغابايت كحد أقصى في الثانية.

ويمكن لهجمات حجب الخدمة الموزعة حاليا أن توجه مئات من الغيغابايت في الثانية الواحدة.