أثارت أبحاث علماء هولنديين الجدل في بلادهم والعالم، بعد أن تمكنوا من تطوير فيروس قاتل شديد العدوى، بعد تحوير فيروس إنفلونزا الطيور.

ويقول العلماء إن الهدف من نشر وصفتهم هو دعوة جميع العلماء لدراسة طرق مكافحة الفيروس، في حين يخشى البعض استخدام الوصفة لأغراض "إرهابية".

وقبل عدة سنوات، حوّل عالم أحياء هولندي فيروس إنفلونزا الطيور القاتل، إلى فيروس شديد العدوى. وهي تجربة أثارت الجدل، وانتهت هذا الشهر، عندما عاد فريق العالم بالوصفة المحسنة للفيروس، أي بالحد الأدنى لعدد الطفرات اللازمة لجعل مرض إنفلونزا الطيور ينتشر بسهولة  بين الثدييات.

لكن.. لماذا يسعى أي شخص لفعل ذلك؟ أولا.. لنستعرض المعلومات الأساسية.

فيروس إنفلونزا الطيور، H5N1، لا ينتقل بالهواء، كالإنفلونزا التقليدية. لذا فإن العدوى بين البشر نادرة جدا. لكن تحور الفيروس، أي مروره بالطفرات، سريع نسبيا، وبذلك فإن الخبراء يحذرون من تحوله إلى وباء معد. وهو ما حدث بالفعل في مختبر العلماء الهولنديين.

ويقول أحد الباحثين "في بحثنا المتعلق بـH5N1، أردنا أن نضرب عصفورين بحجر، فيجب أولا أن نكتشف كيف تنتقل الفيروسات في الهواء، وثانيا كيف يمكن مكافحتها".

لكن الجدل تركز بشأن نشر وصفة الفيروس المعدي في مجلات طبية على مرأى الجميع. وفي الواقع فإن الجدل استفحل لدرجة أن مجلة "تايم" سمّت العالم الهولندي، رون فوشييه، واحدا من الشخصيات المائة الأكثر تأثير في العالم في 2012.

تجدر الإشارة إلى أن هناك سابقة لنموذج التحوير. ففيروس الإنفلونزا الإسبانية، الذي فتك بعشرات الملايين في 1918، أصبح معروفا. وتعميمه قاد إلى نشر مئات الأبحاث بشأن مكافحته في حال هجومه مجددا.

وحاليا، هناك اقتراح بنشر الوصفة فقط في أوساط العلماء. لكن من الذي يحدد من هم العلماء؟ فهم لا يملكون رخصا محلية ولا تعريفات دولية.

كما أن هناك بعدا جدليا آخر يتعلق بمنع المعلومات عن بعض العلماء، ومنحها للبعض الآخر. إذن إما أن تنشر هذه المعلومات، أو لا تنشر إطلاقا.

وكان فوشييه قد واجه معركة قضائية ضد حكومة بلاده، التي طالبته بتصريح لتصدير معلومات يمكن استخدامها لصنع أسلحة.

ففي حين أن البعض، ومنهم منظمة الصحة العالمية، يدعو إلى نشر جميع المعلومات المتعلقة بالفيروس المتحور حالا، لتتمكن من تطوير مضادات له، يخشى البعض الآخر استغلال الوصفة، من قبل منظمات "إرهابية".

لكن الفيروس ليس سلاحا مثاليا. فمعظم من يوصفون بـ"الإرهابيين"، يسعون لإلحاق الأذى بمجموعة معينة من الناس، أو بمنطقة جغرافية بعينها. والأمراض، بالطبع، عشوائية، لا تفرّق بين ضحاياها.