كما لو أنه لم يعد يكفينا الفئران والجرذان المعروفة لدينا، أو حتى القوارض، فقد عثر علماء في إحدى غابات إندونيسيا على فصيلة جديدة من الجرذان تتغذى على الديدان.

والمثير في هذه الفصيلة أنه ليس لديها أسنان كتلك الموجودة في أفواه الجرذان والقوارض المعروفة، وإنما أنياب، ما يعني أنها غير قادرة على المضغ أو القضم.

ويعتقد العلماء أن هذه الفصيلة من الجرذان تشكل خطوة جديدة في طريق تطور القوارض، كما أفادت سكاي نيوز.

وقال العلماء إن الفصيلة الجديدة من الجرذان، التي أطلقوا عليها اسم "بوسيدينتوميس فيرميداكس"، لديها قواطع شبيهة بالأنياب، لكنها غير مفيدة في القضم، كما أنه ليس لديها أسنان وقواطع خلفية.

وعثر على الجرذ الجديد، الذي يعيش أساساً على ديدان الأرض، في إحدى الغابات المطرية النائية في جزيرة سلوايسي، إحدى جزر الأرخبيل الإندونيسي.

لا يحتوي فم وأنف الجرذ الجديد إلا على نابين في الفك العلوي من الفم

وللجرذ الجديد ذيل طويل وكذلك أنف طويل ونحيف أشبه بأنف حيوان الزباب، وهو أصغر الثدييات في العالم، إضافة إلى النابين الموجودين في الفك العلوي من الفم.

أما الاسم العلمي الذي أطلق على الجرذ "بوسيدينتوميس" فيعني "الفأر ذو الأسنان القليلة"، في حين أن الاسم "فيرميداكس" يعني "آكل الديدان"، وبذلك فإنه اسمه الكامل يصبح "الفأر ذي الأسنان القليلة آكل الديدان".

ويتقاسم الجرذ الجديد بعض الخصائص مع فأر الزباب، لكنه أكثر تطوراً منه بخسارته لكل الأسنان الأخرى، كالقواطع، في فمه.

وقال الخبير كيفن راو، من متحف فيكتوريا بأستراليا وعضو الفريق العلمي الذي اكتشف الجرذ، إن هناك "أكثر من 2200 نوع من القوارض المسجلة في العالم الآن، وقبل هذا الاكتشاف، كانت جميعها لديها أسنان وقواطع إضافة إلى النابين في مقدمة الفم".

الجرذ آكل الديدان.. فصيلة جديدة من القوارض بنابين فقط

وأضاف أن هذا النوع يشكل دليلاً على كيفية تطور الأنواع التي تواجه تغييرات بيئية، وفي حالة هذا الجرذ، توافر ديدان الأرض بكثرة، حيث تطور بفقدان خصائص وصفات كانت تعتبر مهمة وذات وظيفة ناجحة في ظروف أخرى أو سابقة".

وقال أنانغ أتشمدي، من متحف بوغورينزي الأحيائي في إندونيسيا وعضو فريق البحث: "بفقدانه لكل أسنانه، ما عدا النابين غير العاديين، فإنه أصبح غير قادر على المضغ، هذا الجرذ الجديد يعد نادراً في فصيلة القوارض".

وأوضح راو أنه باكتشاف الجرذ آكل الديدان، فإن هذا يعد دليلاً على أن الموائل الطبيعية البرية مازالت تأوي العديد من الأنواع والفصائل غير المكتشفة.