عادت ثيران البيسون الأوروبية، المعروفة باسم "بيسون بوناسوس" إلى غابات ألمانيا خاصة، وأوروبا عامة، بعد أن بقيت مهددة بالانقراض لنحو قرن من الزمان.

ونجحت السلالة النادرة في البقاء على قيد الحياة بفضل مبادرة إعادتها إلى موطنها التي انطلقت في منطقة سان سبريان دي مودا الإسبانية عام 2010، التي جاءت بعد ما يقرب من ألف عام على اختفاء هذه النوعية من الثدييات من شبه جزيرة إيبريا.

وقال  مسؤول مركز فيتجنستاين لتوطين ثيران البيسون بمدينة بادبيرلبرغ، يوهان روهيل: "لقد عملنا على المشروع قرابة عشر سنوات، والآن أخيرا يمكننا رفع الحواجز والأسوار المعدنية".

وأكد روهيل أن الأمر لم يكن سهلا على الإطلاق، قائلا: "لقد واجهتنا الكثير من الاعتراضات في البداية من جانب الكثير من سكان المنطقة، الذين كانوا يرفضون المشروع بصورة قاطعة"  .

كما أثار هذا المشروع ارتياب مسؤولي السياحة بالمنطقة، إذ يمكن أن تثير هذه البهائم الضخمة التي يزن الواحد منها 800 كيلوغرام، رعب متسابقي الدراجات الذين يقصدون هذه المنطقة الجبلية للاستمتاع بالطبيعة.

وأوضح روهيل أن قطاع السياحة "لم يعد فقط من أكثر المتحمسين للفكرة بل أصبح من أشد المدافعين عنها والمروجين لها حيث أصبح مشروع إعادة توطين ثيران البيسون في غابات أوروبا ضمن أولويات برامج الترويج السياحي في المنطقة".

وأضاف أن المشروع حقق عائدات سياحية جيدة إذ تزايد عدد المترددين على المنطقة ليصل خلال الفترة بين سبتمبر إلى نهاية عام 2012 إلى نحو 15 ألف زائر بسبب ثيران البيسون، حسب ما ذكرت وكالة "د ب أ".

وأوضح الخبير أن ثيران البيسون لا تنتمي إلى فصيلة البهائم العدوانية الضخمة التي تساهم في دمار الغابات، قائلا: "يقود القطيع في غابات ألمانيا، الذكر إيجنار والأنثى أرانيتا  وتم توطينه في منطقة محاطة بسياج معدني تبلغ مساحتها 88 هكتارا مشابهة لبيئته الطبيعية".

وتابع: "نعتقد أنهم سيستقرون بالمنطقة المحيطة بالمحمية التي تقدر مساحتها بين 2000 و3000 هكتار، مع تزايد احتمالات عودتها بسبب اعتيادها على النظام الغذائي الذي يشرف عليه البروفيسور جوشن بورن والذي حرص على تأمين غذاء يوفر للثيران الدفء الذي تحتاجه خلال فترات الشتاء الألماني المعروفة ببرودتها الشديدة" .

ويشير بورن إلى أنه "ليس من المنتظر على الأقل في الوقت القريب، أن ينتهي دور العنصر البشري مع الثيران إذ يتعين مواصلة الإشراف ومتابعة مدى نجاح التجربة وإمكانية توسيعها".

ولتتبع الأماكن التي تتواجد فيها الثيران، قال روهيل: "علقنا سوارا في أعناق ثلاثة ثيران مزودة بشريحة تعمل بنظام التموضع الجغرافي (GPS)، وهكذا وبمنتهى السهولة أصبح بمقدورنا أن نعرف طوال الوقت مكان أفراد قطيع الثيران".

يذكر أن خطر فناء هذه الحيوانات لا يزال قائما نظرا لفقر البيانات الجينية الخاصة بالسلالة الأوروبية، موضحا أن قارة أوروبا بالكامل لا يوجد بها سوى 4000 ثور فقط تم توليدها من 12 زوجا من الحيوانات، ولهذا يتعين دائما البحث عن ذكر جديد من فترة لأخرى لتلقيح الإناث التي تصل إلى السن المقررة للتكاثر.