منحت منظمة الأمم المتحدة الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" الإماراتية، الدكتور سلطان أحمد الجابر، جائزتها "بطل الأرض للعام 2012" ضمن فئة الرؤية الريادية والقيادة الفعلية.

وتهدف الجائزة التي تنظمها المنظمة العالمية من خلال جهودها لتخطيط الطاقة وبرنامج حماية البيئة إلى تكريم الأفراد الذين كان لإسهاماتهم وأساليبهم القيادية أثر إيجابي كبير على قطاع الطاقة، سواء كان النفط والغاز أو الطاقة المتجددة أو الحد من تداعيات تغير المناخ وحماية البيئة.

يشار إلى أن "مصدر" التي تأسست عام 2006، تعمل في إطار الرؤية الشاملة لأبوظبي وتهدف إلى تطوير جميع مجالات قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، إضافة إلى تحديد مسار التصدي للتحديات في هذا المجال.

وتأتي الجائزة في وقت يسبق مشاركة دولة الإمارات في فعاليات "مؤتمر قمة الأرض" الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل خلال شهر يونيو الجاري.

وستعرض الحكومات والمجتمعات المدنية خلال "مؤتمر قمة الأرض" التقدم المحرز وتجديد التزاماتهم بتحقيق الاستدامة العالمية من خلال ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة في مجال الطاقة والاقتصاد والبيئة والعلوم والابتكار.

وتسلط الجائزة الضوء على جهود وإنجازات سلطان أحمد الجابر من خلال مشاركاته الدولية في مجال الطاقة بشتى فروعها ودفع عجلة التقدم في تطبيق التقنيات النظيفة والمساهمة في الحد من تداعيات تغير المناخ.

كما منحت الجائزة إلى الجابر لمساهمته في نشر الوعي حول أهمية تطبيق استراتيجية شاملة للطاقة تقوم على مزيج متنوع من المصادر تشمل الموارد التقليدية والبديلة والمتجددة.

وتستثمر "مصدر" في التقنيات النظيفة ونشر مشاريع الطاقة المتجددة وبناء مدينة تلتزم بأفضل معايير الاستدامة، كما تستثمر في رأس المال الفكري والبشري من خلال معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا.

وقال الجابر إنه "بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة سنستمر في السير بخطى ثابتة على النهج الذي أرساه الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. والذي رسخ ثقافة التنمية المستدامة وحماية البيئة والحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة.. وبطبيعة الحال فإن هذه الجائزة تعد تكريما لكافة الجهود التي تبذلها دولة الإمارات وأبوظبي و"مصدر" من أجل ضمان أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ ".

"سلطان الجابر: بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة سنستمر في السير بخطى ثابتة على النهج الذي أرساه الأب المؤسس الشيخ زايد "

وأضاف أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد حصل على هذه الجائزة في أول دورة لها عام 2005 تقديرا لجهوده التي بذلها خلال حياته لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة، ولأنه كان قدوة للعمل الجاد الهادف للحفاظ على الموارد الطبيعية.

وأردف الرئيس التنفيذي لـ"مصدر" أنه "بعد 7 سنوات يؤكد فوز الإمارات مجددا بهذه الجائزة المرموقة أننا نسير بخطى ثابته على النهج الذي رسمته لنا القيادة الرشيدة، حيث تشكل جهود التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة الركيزة الأساسية وجوهر الخطط التنموية في دولة الإمارات وأبوظبي".

وتعد الجائزة دليلا على جهود دولة الإمارات في إطلاق ابتكارات وأفكار طموحة، وتحويلها إلى مبادرات عملية تسهم في ترسيخ مبادئ الاستدامة في الاقتصاد والبيئة والمجتمع.

وبصفته الرئيس التنفيذي لمصدر والمبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ، ساهم الجابر في جهود تطوير الطاقة المستدامة وتعزيز أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ وتشمل مهامه كمبعوث خاص لشؤون الطاقة، وتغير المناخ مسؤولية تنسيق موقف دولة الإمارات خلال المناقشات والمؤتمرات والمفاوضات الدولية المتعلقة بقضايا تغير المناخ.

ويتولى الدكتور الجابر العديد من المهام، فهو عضو في المجموعة رفيعة المستوى لمبادرة "الطاقة المستدامة للجميع" التي أسسها الأمين العام للأمم المتحدة وأطلقها من أبوظبي خلال شهر يناير الماضي خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل والتي تهدف إلى ضمان حصول الجميع على خدمات الإمداد بالطاقة المستمدة من المصادر الحديثة ومضاعفة معدل التحسن في كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة في المزيج العالمي من الطاقة بحلول عام 2030.

كما يعمل عضوا في الهيئة الاستشارية التي أسسها الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الطاقة وتغير المناخ.

وعزز الجابر من خلال المهام العديدة التي يقوم بها التعاون بين القطاعين العام والخاص وشجع على مشاركة وتبادل المعرفة كوسائل لتحقيق مستقبل مستدام للجميع.

وقد أظهرت دولة الإمارات التزاما راسخا بمواجهة التحديات العالمية كأمن الطاقة والأمن المائي والتنمية المستدامة.

وللتأكيد على هذا الالتزام ستشارك دولة الإمارات من خلال المؤسسات الاتحادية والمحلية و"مصدر" في مؤتمر الأمم المتحدة "ريو + 20 للتنمية المستدامة " الذي سيعقد خلال الشهر الجاري في البرازيل.

يذكر أن جائزة "أبطال الأرض" تأسست في العام 2005، وهي جائزة رائدة تمنحها الأمم المتحدة تكريما لأصحاب الرؤى المتميزة والرواد في مجالات السياسة والعلوم والعمل المجتمعي.

وتشمل الشخصيات التي نالت الجائزة لعام 2012 رئيس منغوليا تساخيا البجدورج عن فئة القيادة والسياسة، وساندر فان دير ليوف من هولندا عن فئة العلوم والابتكار، وبرتران بيكار من سويسرا عن فئة الإلهام والعمل، وسامسون باراشينا من كينيا عن فئة خاصة هي القيادة من الأساس.

ومن الأسماء البارزة التي نالت الجائزة في الدورات السابقة كل من ميخائيل غورباتشوف وآل غور وفيليبي كالديرون ومحمد نشيد ومارينا سيلفا وفينود خوسلا وغيرهم من القادة المتميزين.