يعتقد محللون كرويون أيسلنديون أن فوز منتخبهم على المنتخب الإنجليزي في المباراة المنتظرة مساء الاثنين سيغير وجه وملامح كرة القدم الأيسلندية، ولهذا فقد أطلقوا صرخة الحرب مستحضرين روح "حروب سمك القد" القديمة بين البلدين.

وقال المدرب الأيسلندي هيمير هالغريمسون "هذه هي المرة الوحيدة التي تذهب فيها أيسلندا إلى حرب.. نحن دولة صغيرة ليس لديها جيش وتفتقر إلى الجنود، ولذلك من السهل أن نخسر المعركة وبسرعة".

وأضاف: "غير أن هؤلاء الرجال (لاعبي كرة القدم في المنتخب) هم جيش أيسلندا.. لذلك فإن كل الأيسلنديين يشجعونهم".

ومع أن أيسلندا من دون جيش إلا إنها تمكنت من الانتصار على بريطانيا خلال النزاع على مناطق الصيد في منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي.

وخلال مواجهات عدة بين البلدين كانت الغلبة للأيسلنديين، وانتهت الحرب الأخيرة بين البلدين بعقد اتفاق بين البلدين صب في مصلحة أيسلندا وتراجعت بريطانيا عن مناطق الصيد الأيسلندية مسافة 370 كيلومترا، وذلك بعد تهديد أيسلندا بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي "الناتو" ما يعني فتح المجال أمام الغواصات السوفياتية إبان حقبة الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية.

وبحسب التقارير لم يقتل إلا شخص واحد خلال سلسلة حروب القد، وهو مهندس أيسلندي قتل خلال حرب القد الثانية.

وبحسب الخبراء الأيسلنديين فقد وقعت 10 حروب قد، اندلعت الأولى بين إنجلترا والنرويج بين عامي 1415-1425 بعد اتفاق بين النرويج وأيسلندا، لكنها ليست الحرب الأولى فعليا بل تلك التي وقعت بين عامي 1958 و1961 والتي أطلق عليها رسميا اسم حرب القد الأولى.

أما الأخيرة فهي تلك التي اندلعت عام 1976، وأطلق عليها اسم حرب القد الثالثة، رغم أنها العاشرة في سلسلة حروب القد.

يشار إلى أن عدد سكان أيسلندا لا يزيد على 300 ألف نسمة، وهم يعتبرون احتلالهم المركز الثاني في المجموعة السادسة على حساب البرتغال والنمسا أمرا في غاية الأهمية.

وقال هالغريمسون "لقد اكتسب رجال المنتخب تعاطف وحب كل الأيسلنديين بأدائهم، ولكن مع تقديم أداء جيد أمام إنجلترا، فإنهم سيظلون فائزين دائمين باعتقادي".