يبدو الغموض ملازما لمصير بطولة أمم إفريقيا 2015، المقرر انطلاقها في يناير المقبل، بعدما تشبث المغرب، السبت، بطلب تأجيل استضافتها لأسباب صحية، تتعلق بتفشي وباء إيبولا.

ففي اليوم الأخير من مهلة منحها الاتحاد الإفريقي، الكاف، للمغرب، أعلنت وزارة الشباب والرياضة، في بيان، تمسك المملكة بطلب تأجيل النهائيات، ودعا البيان لإقامتها عام 2016.

ويخاطر المغرب بالتعرض لعقوبات من الكاف، الذي سيجتمع الثلاثاء المقبل في مقره بالقاهرة لدراسة الموقف.

وفي مواجهة طلب التأجيل المغربي يصر الاتحاد الإفريقي على إقامة البطولة بموعدها، وكان قد أصدر بيانا على موقعه الرسمي أورد فيه أنه اتخذ قرار رفض التأجيل بإجماع اعضاء لجنته التنفيذية.

وقال المدير الإعلامي في الاتحاد، جونيور بينيام "الاتحاد الإفريقي يؤكد تواريخ المسابقة. سيعقد اجتماع جديد في 11 نوفمبر الجاري في القاهرة لاتخاذ القرارات اللازمة".

ولجأ الاتحاد الإفريقي إلى مخاطبة 8 اتحادات وطنية، طلبت استضافة نسخة 2017 بعد سحبها من ليبيا لأسباب أمنية، إضافة إلى جنوب إفريقيا، لمعرفة موقفها من استضافة نسخة 2015.

والدول هي مصر والسودان والجزائر وجنوب إفريقيا والغابون وغانا وكينيا وزيمبابوي، وأعلنت الدول الأربع الأولى رفضها الاستضافة.

وأورد الكاف 6 أسباب جعلته يتشبث بمواعيد الاستضافة، بينها تصرفه منذ بداية الأحداث وتفشي وباء إيبولا، وفقا لمبدأ "الحيطة" لحماية الأرواح بالتقيد الصارم لتوصيات منظمة الصحة العالمية من خلال إلغاء جميع مسابقات ومباريات الاتحاد المقررة في البلدان المتضررة بشدة من هذا المرض، وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا، تفاديا للتجمعات الجماهيرية التي قد تسهل من انتشار الفيروس.

لكن بيان وزارة الشباب والرياضة المغربية اعتبر، في المقابل، أن هذا القرار أملته دواعي صحية ذات خطورة قصوى ترتبط بالمخاطر الجدية لانتشار وباء إيبولا القاتل، مبرزا أن قرار المغرب يكتسي طابعا منطقيا من أجل تعديل الجدول الزمني لكأس الأمم الإفريقية، من خلال إعادة نظام سبق اعتماده بدورتي 2012 و2013، خلال سنتي 2016 و2017.

وأضاف البيان أنه صحيح أن المغرب سينظم كأس العالم للأندية من 10 إلى 20 ديسمبر المقبل، غير أن هذه المنافسة تسجل حضورا قليلا نسبيا من المشجعين العالميين، عكس كأس أمم إفريقيا، بحكم أنها تعد البطولة الرياضية الإفريقية الأبرز، وتستقطب عشرات الآلاف من المشجعين.

وبين إصرار المغرب وتشبث الكاف يظل سيناريو تنظيم البطولة المقبل مجهولا، بينما تتردد أنباء عن مساع يبذلها الاتحاد الإفريقي لحل المشكلة في الساعات الأخيرة، وذلك عبر إسناد مشترك لدولتين هما أنغولا ونيجيريا.