على مدى 90 دقيقة وبعد عرض رائع تحدى فيه المنتخب البرازيلي وجمهوره الشغوف في مونديال البرازيل 2014، نجح حارس مرمى المكسيك غويرمو أوتشوا في التحول من عتمة نادي أجاكسيو المتواضع الهابط هذا الموسم إلى الدرجة الثانية في فرنسا، إلى الأضواء العالمية.

نجح أوتشوا، أفضل لاعب في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، في التصدي لأكثر من كرة برازيلية خطرة، ويتعين على زملائه ومدربه رفع القبعة تحية له، لمنحه نقطة قد تكون في غاية الأهمية في نهاية دور المجموعات.

وقال الحارس المكسيكي بعد المباراة: "لقد خضت مباراة العمر".

وقد يكون أوتشوا صقل هذا الهدوء الكبير الذي يتمتع به بين الخشبات الثلاث لأجاكسيو، حيث يلعب معظم الأحيان أمام مدرجات فارغة، وبالتالي حتى عندما كان يتألق بشكل رائع، كان الأمر يقتصر على حفنة من المتفرجين.

وأصبح أوتشوا معبود جماهير أجاكسيو وأحد اكتشافات الدوري الفرنسي، حتى إن النقاد تساءلوا عن الجدوى من قدومه إلى هذه الجزيرة الهادئة.

ووصل "ميمو" إلى أجاكسيو صيف عام 2011 قادما من نادي أميركا المكسيكي، عندما كان فريقه الفرنسي صعد للتو إلى الدرجة الأولى، كما أن النادي كان يتمتع بأدنى ميزانية بين فرق أندية الدرجة الأولى في فرنسا.

ويشرح أوتشوا عملية انتقاله بقوله: "في أجاكسيو، وجدت الظروف المثالية لكي أظهر موهبتي، إنه النادي الوحيد الذي مد يده باتجاهي على إثر قضية المنشطات التي اتهمت بها. بالطبع، هذه اللفتة خلقت لدي روابط حميمة بالنادي ولا يمكن أن أنساها".

وتأخر وصوله إلى الجزيرة بانتظار الأوراق الرسمية من الاتحاد المكسيكي، لتأكيد براءته من تهمة المنشطات إلى جانب 4 زملاء له في المنتخب الوطني، وبسبب ذلك استبعد من تشكيلة فريقه التي خاض الكأس الذهبية في يونيو عام 2011.

وأفاد النادي الفرنسي من هذه الحادثة علما بأن بعض الأندية الأكثر ثراء في أوروبا، أعلنت رغبتها في التعاقد معه، أمثال مانشستر يونايتد الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي.

وفرض الحارس نفسه كأحد أفضل 5 حراس في الدرجة الأولى الفرنسية، وفي كل سوق للانتقالات، يتردد اسمه للتعاقد مع ناد فرنسي آخر على غرار مرسيليا أو تولوز، ومع أندية إسبانية، لكنه باتفاق مع إدارة أجاكسيو قرر الاستمرار في صفوفه حتى انتهاء عقده في مايو الماضي.

وعاش أجاكسيو موسما كارثيا، سقط على إثره إلى الدرجة الثانية، وانتهت القصة الرائعة بين أوتشوا وناديه بالتالي لكنه حتى الآن لم يجد ناديا للانتقال إليه، لكن لا شك أن عرضه أمام البرازيل سيعيد لفت الأنظار له والاهتمام به من أندية أوروبية كبيرة.

وأسكت أوتشوا بعرضه الرائع الحارس الأسطورة للمنتخب المكسيكي أنطوني كارباخال، الذي شارك في خمس كؤووس عالم في الخسمينات والستينات، والذي صرح بعد خوض أوتشوا أول مباراة دولية له: "تمنى شباكه بأهداف بعيدة، ولا يجيد الخروج لالتقاط الكرات العرضية. في بعض الأحيان أسأل نفسي إذا ما كان يعاني مشكلة في النظر".