لن يهتم متابعو كرة القدم في مصر بتشكيلة فريقي الأهلي وإنبي اللذين يتواجهان الأحد في كأس السوبر المحلية، أو حتى بالخطة التي سيبدأ بها الفريقان المباراة، فالمباراة تخطت كونها منافسة للحصول على لقب إلى "كَرّ وفر" بين رابطة مشجعي الأهلي (ألتراس أهلاوي) وقوات الأمن.

وحمل السجال - ذو الجذور - بين الطرفين بُعدا جديدا في أعقاب كارثة بورسعيد التي راح ضحيتها 75 قتيلا على الأقل من جماهير الأهلي، بعد مباراة فريقهم أمام المصري البورسعيدي مطلع فبراير الماضي.

ويرفض الـ"ألتراس" رفضا باتا استئناف النشاط الكروي الذي توقف في مصر منذ تلك الواقعة، قبل ما يعتبرون أنه "قصاص" لزملائهم الذين قتلوا بعد هجوم تم عليهم بأسلحة بيضاء، بل إن بعضهم تم إلقاؤه من فوق المدرجات لتقتله شدة الارتطام بالأرض، حسب التحريات.

وتطالب رابطة الجماهير بالإسراع في إصدار أحكام بحق عشرات المتهمين في المذبحة، التي عكست وضعا أمنيا هشا في مصر منذ الاحتجاجات التي اندلعت مطلع العام الماضي وأطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك.

وتعدت تلك الاحتجاجات مرحلة التجمعات والمسيرات، متطورة إلى اقتحام وقع منذ أيام لمقر الاتحاد المصري لكرة القدم، اعتراضا على إجراء قرعة الدوري المحلي للموسم الجديد قبل غلق ملف أسوأ كارثة بتاريخ الرياضة المصرية.

وأجبر ذلك التصعيد السلطات المصرية ممثلة في وزارة الرياضة، على تأجيل بدء الموسم من 17 سبتمبر الجاري حتى 17 أكتوبر المقبل، فيما يبدو خطوة "مسكنة" لآلام جماهير الأهلي التي هددت باقتحام ملعب "برج العرب" في الإسكندرية، وهو الملعب المحتضن لمباراة السوبر.

ومن المفترض أن تجرى المباراة - إضافة إلى مباريات الدوري المنتظر - بدون جماهير بعد أن قالت وزارة الداخلية المصرية إنها لا تتحمل مسؤولية تأمين حضور الجماهير.

ورغم أن تلك رابطة الـ"ألتراس" تراجعت عن تلك التهديدات صباح يوم المباراة، فإنها بارزت الأمن بسلاح آخر.

حيث نشر ناشطون من الرابطة تسجيلا صوتيا يقول إن الداخلية اتفقت مع بعض شيوخ القبائل للهجوم على جماهير الأهلي في حال حاولت اقتحام الملعب.

يذكر أن منطقة برج العرب التي تقع على أطراف مدينة الإسكندرية تتسم بالطابع البدوي.

ولم يمنع تراجع الـ"ألتراس" عن اقتحام ملعب برج العرب الذي حمل اسم مبارك مع افتتاحه عام 2009، التدابير الأمنية المشددة خارج الملعب التابع للقوات المسلحة.

وجاء تعاطف مهاجم الأهلي ومنتخب مصر محمد أبوتريكة - صاحب الشعبية الجارفة - مع الـ"ألتراس" ليزيد إصرارهم على السير ضد تيار الكرة في مصر، حيث أعلن اللاعب المحبوب أنه متضامن مع مطالبهم بـ"القصاص" لقتلى بورسعيد قبل استئناف النشاط في مصر.

وذهب البعض بعيدا في هذا الصدد، بعد أن رفض أبوتريكة المشاركة في لقاء السوبر رغم تهديده بعقوبات من إدارة النادي الأهلي، زاعمين بأن اللاعب المخضرم قد يفكر باعتزال اللعبة، وهو ما نفاه أبوتريكة.

وتلقى دعوات الـ"ألتراس" التي تحمل عنوان "حق الشهداء قبل الكرة" تأييدا واسعا بين الأوساط الرياضية في مصر، بل حتى السياسية، في حين تواجه بتيار آخر معارض يقول إن العمل بالمجال الرياضي الذي توقف تقريبا، يفتح بيوت الملايين في البلاد.