يسافر بِنا نجم كُرة القدم الجزائرية رابح ماجر إلى ذكريات مشواره الكروي، ويكشف في هذا الحوار مع "سكاي نيوز عربية"، عن جوانب جديدة تخص مساره المتوج بالعديد من الألقاب.

يؤكد رابح ماجر (62 سنة، من مواليد 15 ديسمبر 1958)، أنه كان قريبا من الكرة الذهبية التي فاز بها اللاعب الهولندي ماركو فإن باستن في ثمانينات القرن الماضي.

ولا يزال نجم منتخب الجزائر في الثمانينات يحلم بأن تنصفه الفيفا، وأن تمنحه، يوما ما، درع (الكرة الذهبية الشريفة).

أخبار ذات صلة

رحيل مارادونا.. الجزائريون بين الحزن والذكريات الجميلة
"دخل التاريخ".. صحف الجزائر تتغنى بـ"البراغماتي بلماضي"

هل ظلمت الفيفا ماجر؟

لا يتفق النجم الجزائري مع تلك الآراء التي يروج لها بعض المحللين الرياضيين والتي تصف الحادثة بالإقصاء وتعتبر عدم حصوله على الكرة الذهبية نوعا من الظلم.

وقال لـ"سكاي نيوز عربية": "عدم حصولي على الكرة الذهبية لم يكن ظُلما، بل القانون لم تكون تسمح بذلك، وهو نفس القانون الأوروبي الذي لم يسمح بأن يفوز بها نجوم آخرين بها مثل ماردونا ورماريو".

وأضاف: "إن شاء الله تفكر الفيفا في أن تسليم لنا كره ذهبية شرفية، ولكل من اللاعبين الذين ذكرتهم وخاصة ماردونا".

استطاع ماجر طيلة هذا المسار الرياضي الحافل، الظفر بالعديد من الألقاب، وقد صُنف عام 2004 كأفضل لاعب عربي في القرن الـ20 في تاريخ.

كما أنه يعتبر أول هداف جزائري في كأس العالم، وأول عربي يفوز بدوري أبطال أوروبا، وقد دخل عن جدارة قائمة الخمسة لاعبين الأفضل في أفريقيا في القرن العشرين، رفقة كل من ابن بلده، لخضر بلومي وجورج ويا، وروجيه ميلا، وعبيدي بيليه.

أخبار ذات صلة

ثأر عمره 35 عاما... هل يفعلها بلماضي مع المنتخب الجزائري؟
رسميا.. أفضل لاعب في أفريقيا إلى ميلان الإيطالي

لا يحب الحديث في المشاكل

بمحاورة ماجر نكتشف أنه رجلٌ لا يحب الحديث كثيرا عن المشاكل، بل يتجنب كل تلك الأسئلة التي تتعلق بالصعوبات والتحديات التي واجهها أو العثرات التي سقط فيها.

كما قال:"لا أحب الحديث في الأشياء السلبية، حتى لو لم تكون هناك سلبيات كثيرة".  

ونظرا لحساسية الموضوع فهي يرفض التعليق اليوم عن تلك الأسئلة التي تحمل لغة العتاب، من قبيل: "هل أخطاء الأسطورة ماجر بالتوجه لخيار التدريب، وهل يشعر بالندم، هل ظلمه الجمهور الجزائري، عندما كان مدربا".

كما أنه يرفض تقديم إجابة واضحة ودقيقة، بخصوص ذلك السؤال الذي لا يزال يشغل بال الجماهير الرياضية والذي يتعلق بإمكانية عودته للتدريب، لو عرضت عليه التدريب مستقبلاً، حتى مع المنتخب الجزائري.

رابح ماجر هو اليوم محلل رياضي في أكبر القنوات الرياضية، وقد اختار هذا المجال بعد مشوار طويل وناجح كلاعب، ولكنه في المقابل واجه مشاكل عدة كمدرب منذ أن اعتزال اللعب وتجه إلى تدريب المنتخب الوطني الجزائري عام 1993 ولم يكتب له النجاح وأقيل بعد عامين.

خاض ماجر تجارب أخرى كمدرب بداية من منتخب الشباب لبورتو لمدة عامين حتى عام 1997، ثم نادي السد القطري الذي تمكن معه من الظفر بلقب الدوري.

وأخيرا عاد إلى تدريب محاربي الصحراء، وهي الفترة التي وصفتها الصحافة المحلية الجزائرية بالنكسة، وما زاد من حرج ماجر، تعيين جمال بلماضي الذي يقود الخضر اليوم بشكلٍ عالمي.

أخبار ذات صلة

"قد تقولون عني إنني مجنون".. مدرب الجزائر يرد على الجميع
الجزائر و"نحس" كأس القارات.. حلم لم ولن يتحقق

أحلام ابن حي حسين داي

يقول ماجر أنه وقع في عشق الكرة المستديرة عندما كان طفلا لم يبلغ سن الثالثة عشر، حينها وجد نفسه لاعبا ضمن فريق صغير جدا بالحي الذي نشأ فيه، ولا يزال يحفظ له الفضل إلى يوما هذا.

وقال ماجر: "بدأت لعب الكرة وعمري 12 عاما، التحقت بفريق صغير في حي حسن داي بالجزائر العاصمة وهو نادي تابع لشركة الحليب، لعبت موسم واحد بعد ذلك توجهت إلى ملاحة حسن داي وهو الفريق الوحيد الذي لعبت فيه حينها".

وأضاف: "يرجع لهذا الفريق المحلي البسيط الفضل الكثير، كونني، أوصلني للاحتراف وصنع مجدي".

ويصف ماجر رحلته الطويلة مع عالم كرة القدم، قائلا: "حلمت بأن ألعب كرة القدم، منذ صغرى حلمت بالعالمية، وقد ساعدني المولى عز وجل، ولبى ندائي وفوزت مع الجزائر بكأس أفريقيا عام 1990، كما فوز بكأس أوروبا مع بورتو وطبعا لا يمكن أن أنسى المباراة التاريخية أمام ألمانيا 1982".

أخبار ذات صلة

جمال بلماضي.. إنجاز تاريخي للجزائر في أقل من عام
كأس أمم أفريقيا.. أساطير عرب كتبوا التاريخ

هكذا لا يمكن المرور الحوار مع رابح ماجر دون تطعيم الكلام، بالحديث عن الذكريات الجميلة التي أصبحت حدثا خالدا في تاريخ الجزائر، والأمر يتعلق بمباراة الجزائر وألمانيا عام 1986.

تلك المواجهة قال عنها ماجر: "إنها مباراة تستحق أن تدخل التاريخ لعدة أسباب، فوز الجزائر جاء استثنائيا أمام منتخب قوي وصل إلى نهائي كأس العالم مع إيطاليا في نفس السنة التي خسر فيها أمام الجزائر، وأتذكر كيف تكلمت الصحافة العالمية حينه عن المباراة ووصفت هزيمة الألمان بانفجار قنبلة نووية في خيخون".

طيلة مسيرته الكروية لعب صاحب الهدف الشهير بكعب القدم (الهدف الذي أهدى الفوز لفريقه على حساب نادي بايرن ميونخ الألماني) لحساب عدة أندية عالمية.

ويبدو أن ماجر اعتزل اللعب وفي قلبه حلم، وقال: "كنت أتمنى اللعب في أجاكس أمستردام عام 1988، عندما كان كروفت مدربا، كنت سألعب إلى جانب ماركو فإن باستن، وقد تفاوض معي كروفت في بورتو، وللأسف لم أوقع العقد مع لأجاكس، ولكن أمضيت عقدا أخر مع فالينسيا الإسباني".