كانت ليلة صيفية جميلة في باريس، عندما واجه منتخب "الديوك" كرواتيا في نصف نهائي المونديال قبل 20 عاما، وها هي المواجهة تتكرر في موسكو الأحد، من أجل لقب كأس العالم.

وانتصرت فرنسا على كرواتيا بنتيجة 2-1 في موقعة مدججة بالنجوم في 1998، كان بطلها المدافع الفرنسي ليليان تورام، الذي سجل هدفي الفوز تلك الليلة، وقاد "الديوك" لنهائي المونديال الأول.

اليوم، كرواتيا تواجه فرنسا بفريق أكثر "موهبة"، أما فرنسا فحضرت بفريق موهوب لكن "أقل خبرة" من ذاك الذي حمل الكأس في 1998.

كرواتيا وقتها اعتمدت على الهداف دافور سوكير، الذي يرأس اتحاد كرة القدم في بلاده اليوم، وعلى بعض الموهوبين في خط الوسط مثل زفونومير بوبان وأليوسا أسانوفيتش، ولكن قوتها كانت بالتنظيم الكبير في كل صفوفها، والروح القتالية العالية.

ويمثل المنتخب الكرواتي اليوم نجوم "عمالقة" لهم دور مؤثر في كبرى الأندية، على رأسهم نجم ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش، ونجم برشلونة الإسباني إيفان راكيتيتش. أما في الهجوم، قد لا يملك الكروات سوكير، ولكنهم يملكون جنودا دؤوبين مثل ماريو مانزوكيتش وإيفان بيريسيتش.

اليوم كرواتيا لديها مهارة أكبر من جيل 1998، كما أنها تملك نجوما يعرفهم العالم من قبل انطلاق المونديال، تألقوا في ملاعب إسبانيا أو إيطاليا أو ألمانيا.

أما فرنسا، التي لعبت مونديال 1998 "بالجيل الذهبي"، الذي مثله زين الدين زيدان وليليان تورام وتييري هنري ومارسيل دوساييه وآخرون، يمثلها اليوم جيل أكثر شبابا، فنجوم المنتخب هم نغولو كانتي وبول بوغبا وأنطوان غريزمان ورافاييل فاران، الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و27 عاما.

وبالإضافة لتلك الكوكبة، فهناك "الطفل المعجزة" كيليان مبابي، الذي لا يتجاوز الـ19 عاما، الذي برهن أنه من نجوم هذا المونديال.

ومثل مبابي، كان تييري هنري يبلغ من العمر 20 عاما عندما واجه كرواتيا في 1998، وعلى خطى الأخير، يتوقع أن يصبح مبابي أحد أفضل المهاجمين الذين مروا على منتخب "الديوك".

وإجمالا.. ستكون المواجهة في موسكو أكثر ندية من تلك التي شهدها "استاد دو فرانس" في ضاحية سان دينس الباريسية مساء الثامن من يوليو في 1998، والحدث أكبر هذه المرة، فالفائز سيصبح "بطل العالم" للأعوام الأربعة المقبلة.