يسلط الاستفتاء المزمع اجراؤه في إقليم كردستان للانفصال عن العراق وإعلان الاستقلال على تاريخ طويل للأكراد في المنطقة، لعبوا خلاله دوراً مفصليا في العديد الصراعات والأحداث المهمة، لا سيما في تركيا والعراق وسوريا.

فالأكراد أو "الكورد" هم  أحد أكبر القوميات التي لا تملك دولة مستقلة أو كياناً سياسياً موحداً، لكن هناك الكثير من الجدل بشأن الأكراد ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، وصولا لمستقبلهم السياسي.

فتاريخيا تختلف النظريات في أصل الأكراد، وتشير أبحاث إلى أن الأكراد قطنوا كردستان منذ فجر التاريخ وامتزجوا مع شعوب المنطقة الأصليين ليشكلا معا ما بات يعرف بالأمة الكردية.

قدرت بعض الإحصاءات عدد الأكراد في العالم بنحو ثلاثين مليون نسمة، ينتشرون على النحو التالي: 56في المئة في تركيا، يشكلون النسبة الأكبر من مجموع الأكراد في العالم، كما يمثلون نحو 20% من مجموع سكان تركيا
ويعيش معظمهم جنوب شرقي البلاد.

وفي إيران تبلغ نسبتهم 16 في المئة، ويمثلون نحو 6 في المئة من مجموع السكان، ويعيش معظمهم في غرب وشمال غربي البلاد.

أما في العراق فهم يمثلون ما نسبته 15 في المئة، ويشكلون نحو 17% من مجموع السكان، وجرى دمجهم مع قيام دولة العراق سنة 1923 بموجب اتفاقية سايكس بيكو، ويشكل الأكراد الأغلبية السكانية في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية مع نسبة ثلث محافظة كركوك، وكذلك لهم وجود في محافظتي نينوى وديالى.

وفي سوريا يشكلون نحو 6 بالمئة، ويمثلون نحو 8% من مجموع السكان، ويعيش معظمهم في شمال شرقي البلاد وخاصة في مدينة الحسكة والقامشلي وديريك بالإضافة إلى وجودهم بأعداد أقل في مناطق أخرى من سوريا مثل مناطق عفرين وكوباني (ين العرب) بمحافظة حلب.

أما نسبة 7 في المئة الباقية من أكراد العالم، فهي موزعة في باقي أنحاء المعمورة لاسيما القارة الأوروبية.

وفي ظل هذه الحقائق والمتغيرات الأخيرة في المنطقة تعتبر مسألة أكراد العراق الأكثر جدلاً وتعقيداً، إذ تم استعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم وقطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران وأنقرة.