عقد اثنان من العاملين السابقين في "الجزيرة" القطرية مؤتمرا صحفيا في العاصمة الأميركية واشنطن للكشف عن القضية التي رفعوها على القناة، وكيف ورطتهم في تغطية أدت بهم إلى مواجهة اتهامات جنائية في مصر، دون اطلاعهم على تفاصيل كانت لتجنبهم الوقوع تحت طائلة القضاء المصري.

ورفع الصحفي محمد فهمي قضية في كندا مطالبا فيها الجزيرة بتعويض 100 مليون دولار، بينما رفع زميله المصور محمد فوزي قضية أخرى في واشنطن على القناة مطالبا بتعويض وأضرار بقيمة 7.4 مليون دولار.

وقال فهمي خلال المؤتمر الصحفي إن الجزيرة أعطت تعليمات للموظفين بعدم القول إن النصرة فرع من القاعدة، وهو ما يظهر تورط القناة ومن ورائها قطر في علاقات مع التنظيم المتطرف.

وأشار أيضا إلى أن العديد من عناصر الإخوان تم فرضهم على مكتب قناة الجزيرة بالقاهرة للعمل هناك، رغم بعدهم تماما عن مجال الإعلام. 

وكان محمد فهمي قضى في السجن بمصر عامين، قبل أن يفرج عنه بعفو رئاسي، وحكم على محمد فوزي بالسجن 10 سنوات غيابيا في القضية، التي عرفت إعلاميا باسم "خلية الماريوت".

خلية الماريوت

واستعرض المؤتمر الصحفي لفهمي وفوزي مع محامهيما تجربة الاثنين مع القناة القطرية وكيف أدى عملهم معها إلى توريطهم في التعامل مع جماعات مصنفة إرهابية نتيجة إخفاء معلومات عن الموظفين جعلتهم يتعرضون للوقوع تحت طائلة السلطات في مصر واستغلال القضية للدعاية ضد الحكومة المصرية بدلا من مساندة موظفيها، كما جاء في سياق محاكمتهم في مصر قبل نحو ثلاث سنوات.

وتعود القضية إلى نهاية عام 2013 حين أرسلت الجزيرة محمد فهمي والصحفي الأسترالي بيتر غريست إلى القاهرة للعمل من هناك دون إبلاغهم بتفاصيل ترخيص العمل، وطلبت منهم العمل من فندق الماريوت وليس مكتبها.

وقال العاملون، في دفاعهم خلال محاكمتهم في مصر وقتها، إن الإدارة لم تبلغهم بوضوح بما تضمنته الاتفاقات التي التزمت بها قطر مع جيرانها الخليجيين لحل أزمة "سحب السفراء"، ومن بينها وقف دعم الإخوان والالتزام بعدم مهاجمة مصر.

وقضى فهمي وغريست عامين في السجن والمحاكمة أمام القضاء المصري إلى أن أفرج عنهما بعفو رئاسي في 2015.

أدلة دعم الإرهاب

وفي سياق الإعداد للقضيتين، قام فوزي وفهمي بتجميع الأدلة والشهادات التي تثبت علاقة قطر والجزيرة بجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات وتقديم الدعم اللوجستي أيضا لتلك الجماعات.

وقال فهمي، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" قبل المؤتمر الصحفي: "لدينا شهادات موثقة من داخل ليبيا سوريا ومصر وغيرها من دبلوماسيين قطريين ووزراء سابقين وعاملين بالجزيرة.. تثبت تعامل دوائر الحكومة مع الإخوان وجماعات إرهابية أخرى.. وتقديم كاميرات وأجهزة بث (لتلك الجماعات) دون علم الصحفيين ..".

وأضاف المصور محمد فوزي أنه عمل مع الجزيرة في مواقع عدة منها سوريا والعراق واليمن وليبيا، وكان يدرك ".. أن هناك شيء مريب في عمل تلك المكاتب.. لكني لم أكن أعرفها".

وفي بعض مكاتب قناة الجزيرة (الناطقة بالعربية)، يقول محمد فوزي، "بالصدفة عرفت أنهم يستخدمون المكاتب لنقل أموال واستقبال متطرفين من أوروبا وأميركا".

وكانت الجزيرة محل اتهامات من دول عدة بالعمل كمنصة للمتطرفين وتعمد إثارة الاضطرابات والمساس بأمن واستقرار دول في المنطقة لصالح جماعات بعينها، لكن تلك ربما تكون القضية الأكبر التي تكشف الكثير.

وستبدأ المحاكمة في القضية مطلع العام المقبل، "هذا إذا كانت الجزيرة ما زالت موجودة"، كما قال محمد فهمي في المقابلة قبل المؤتمر.