بعد مرور قرابة العام على وصول أعضاء من المجلس الرئاسي إلى العاصمة الليبية، طرابلس، بحرا على ظهر فرقاطة بحماية قوات إيطالية، لم يستطع المجلس توسيع رقعة نفوذه خارج مقره المؤقت في قاعدة أبو ستة البحرية وبعض المواقع الأخرى في المدينة.

الفشل في السيطرة على طرابلس زاد من حدة الانشقاقات بين صفوف الميليشيات التي تسيطر على أحياء العاصمة المختلفة. إذ أصبح حليف الأمس عدو اليوم.

فقرر البعض الوقوف في صف المجلس الرئاسي طمعا في المكافآت المالية والمرتبات، بينما قرر آخرون الوقوف في صف حكومة الإنقاذ والجماعة الليبية المقاتلة الرافضتين لحكومة الوفاق.

في الأشهر القليلة الماضية، اندلعت اشتباكات بين الميليشيات لكن سرعان ما كانت تنتهي باتفاق بين الطرفين، إلا أن الاشتباكات التي اندلعت، يوم الثلاثاء، كانت الأعنف من نوعها.

فانقسم المشهد بين ميليشيات موالية لحكومة الوفاق مشكلة من "كتيبة ثوار طرابلس" بقيادة هيثم التاجوري،  و"قوات الردع" بقيادة عبدالرؤوف كارة و"الأمن المركزي بوسليم" بقيادة "اغنيوة".

وأخرى موالية لحكومة الإنقاذ المؤلفة من لواء الصمود بقيادة صلاح بادي والقوة المتحركة بقيادة عادل شيتا وكتيبة صلاح البركي وميليشيات تابعة لخالد الشريف.

وشنت ميليشيات حكومة الوفاق هجوما على مقرات مجموعات حكومة الإنقاذ، وأكدت بعض المصادر الليبية أن ما قلب الموازين لصالحها هو وقوف أبناء طرابلس معها.

فأهالي العاصمة الليبية ضاقوا ذرعا من عمليات الاختطاف والاغتيالات والسرقة التي حدثت في الآونة الأخيرة، حيث إن أصابع الاتهام تشير إلى ميليشيات مصراته المسؤولة عن مجزرتي غرغور والقره بولي.

وفي تطور مهم تمكنت كتيبة ثوار طرابلس بقيادة التاجوري من بسط سيطرتها على منطقة السياحية والريقاطة، بينما تمكن الأمن المركزي أبوسليم بقيادة غنيوة من السيطرة على قصور الضيافة في فندق ركسوس مقر المؤتمر الوطني.

ولم يسلم المواطنون من الاشتباكات، فقد سقط قتلى وجرحى من جراء القصف العشوائي كما تضررت العديد من المباني والمنازل في أرجاء العاصمة.

وبعد أن استعاد الجيش الليبي الهلال النفطي وطرد مليشيات سرايا الدفاع عن بنغازي التي أعلنت تبعيتها للمجلس الرئاسي، قالت بعض المصادر الليبية إن سبب هجوم ميليشيات موالية لحكومة الوفاق هو محاولتهم السيطرة على العاصمة الليبية لكسب ورقة مهمة في أي مفاوضات مستقبلية.