مع انتهاء مباحثات أستانة في كازخستان، بدأت معارك ضارية بين فصائل أرسلت ممثلين عنها إلى تلك المباحثات من جهة، وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من جهة أخرى، وبعدما كان الطرفان حتى الأمس القريب حلفاء في مواجهة دمشق، بات كل منهما الآن يتهم الآخر بالعمالة والخيانة.

ويبدو أن تغير الوقائع وموازين القوى الإقليمية والدولية عزز التوقعات بهذه المعارك، لاسيما مع إصرار جميع الأطراف الدولية والأساسية على استثناء داعش ومعها جبهة فتح الشام من أي تسوية.

وقائع أدرك من في هذه الجبهة معانيها، فبدأ بعض من في صفوفها بالانشقاق، بينما سارع آخرون فيها إلى المبادرة بمهاجمة بقية الفصائل، قبل أن توجه الأخيرة بنادقها نحوها.

واتهمت حركة أحرار الشام، في بيان، جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) بالعمل على تنفيذ مخططات تخدم القوات الحكومية وتؤجج الاقتتال الداخلي، عبر ما وصفه البيان ببغي الجبهة وعدوانها على بقية فصائل المعارضة، خصوصا في ريفي حلب وإدلب.

وردا على ما تصفه باعتداء الجبهة غير المبرر عليها، قامت 7 فصائل معارضة بالتوحد لقتال جبهة فتح الشام في إدلب وريفها.

ووسط فوضى الاقتتال، يختار معارضون مسلحون سياسة النأي بالنفس، إذ أعلن لواء الحق، أحد الألوية المنضوية ضمن جيش الفتح، تجنبه الاقتتال الحاصل بين فصائل معارضة وجبهة فتح الشام.

ومن جانبها، اتهمت جبهة فتح الشام في بيان فصيل جند الأقصى، الذي انضم إليها مؤخرا، بالمماطلة في تنفيذ بنود البيعة للجبهة، أبرزها بند السمع والطاعة.

ويرى مراقبون أن تشرذم فصائل المعارضة السورية على هذا النحو لم يكن مفاجئا، إذ بدأ حتى قبل سقوط حلب بيد قوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها.

بيد أن البعض يرى أن سبب تأجج الصراع الحقيقي بين الفصائل المعارضة مع جبهة فتح الشام، سببه بند سري تم التوافق عليه في أستانة، يقضي بتثبيت خطوط القتال بين تلك الفصائل والقوات الحكومية مع استثناء جبهة فتج الشام.

وهو ما يعني إعطاء الضوء الأخضر لكلا الطرفين لتحقيق مكاسب على الأرض على حساب هذه الجبهة، وهذا ما جعل الجبهة تستميت في هجومها على خصومها حلفاء الأمس.

فصائل سورية معارضة تحذر "النصرة"