بدأت ثالث قافلة، من حافلات الإجلاء لسكان أحياء مدينة حلب المحاصرة، بالعبور مساء الخميس من معبر الراموسة وعبرت مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة السورية في حلب ومنها وصلت أول دفعة إلى منطقة الأتارب في ريف حلب الغربي وهي مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن نحو 3 آلاف مدني وأكثر من 40 مصابا من بينهم أطفال تم إجلاؤهم من شرق حلب الخميس في جولتين من الإجلاء.

حلب.. يوم الإجلاء

وأكد روبرت مارديني مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط في مقابلة مع رويترز في مكتبه في جنيف بعد أن أطلعته ماريان جاسر رئيسة بعثة اللجنة في سوريا على الوضع في حلب إن "المزيد والمزيد" من دورات الحافلات وسيارات الإسعاف ستكون مطلوبة في الأيام المقبلة.

وأشار لرويترز "هذه بالنسبة لنا هي الخطوة الأولى وكانت إيجابية."

ونقلت المجموعة الأولى من الأشخاص في حافلات و13 سيارة إسعاف عبر مناطق تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة حيث سيختارون وجهتم بعد ذلك.

وأضاف مارديني أن فريقا من 14 من موظفي الصليب الأحمر ونحو 100 متطوع من الهلال الأحمر العربي السوري شاركوا في العملية التي احتاجوا لإنجازها جرافة لإزالة الحطام والحافلات المحروقة لإخلاء الطريق إلى شرق حلب "المضطرب والذي لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث فيه".

وأشرفت جاسر على عمليات إجلاء من مضايا ومدينة حمص القديمة خلال الحرب المندلعة منذ نحو ستة أعوام.

وتابع مارديني يقول "التقرير الذي حصلنا عليه في الداخل وما أبلغني به زملائي مفجع. الناس منهكون تماما ومصابون بخيبة أمل شديدة.

وقال إن السلطات السورية قامت بعمليات "فحص بسيطة للغاية" لمن تم إجلاؤهم والذين لم تُسجل أسماؤهم أو تُفحص أوراق هويتهم.

وأضاف "حتى الآن الأغلبية العظمى من الأشخاص الذين نقلوا اليوم مدنيون." وقال إن الأولوية لا تزال لإجلاء المصابين بجروح خطيرة لأنها "مسألة حياة أو موت" وللإشراف على إجلاء المدنيين.

وسئل مارديني عن إجلاء المقاتلين الذين لا يزالون في شرق حلب فقال "ليست لدينا خطط واضحة... نحن لا نعرف ماذا سيحدث في الدورة التالية (للحافلات). هذه أمور يجري التفاوض عليها بينما نواصل العمل."

حلب.. الوداع بـ"سنرجع يوما"
1 / 4
كتبوا على جدران المدينة عبارات ودعوا فيها مدينتهم
2 / 4
أحرقوا كل متعلقاتهم الشخصية قبل تركها
3 / 4
بعثوا براسئل للقادمين الجدد
4 / 4
"سنرجع يوما"

أما التلفزيون السوري فأعلن أن تسعا وعشرين شاحنة وسيارة إسعاف توجهت إلى قريتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب لإجلاء الجرحى والعائلات بالتوازي مع عملية الإجلاء من حلب.

وقال مصدر رسمي سوري أعلن أنه تم إجلاء تسعمائة وواحد وخمسين شخصا في القافلة الأولى من شرقي حلب.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عملية الإجلاء لخمسة آلاف مقاتل وعائلاتهم من مقاتلي المعارضة بدأت من شرقي حلب في عشرين حافلة عبر ممر يتخطى طوله عشرين كيلومترا إلى إدلب.

وكان مساعد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ومستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند قد قال إن خمسين ألف شخص فروا من حلب خلال الأيام الماضية والآلاف تم إجلاؤهم، وقَدَّرَ أن ثلاثين ألفا لا يزالون محاصرين داخل المنطقة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

إجلاء المقاتلين