شدد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، الثلاثاء، خلال لقائه بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على عصمة الدماء في الإسلام سواء بالنسبة للمسلمين أو غير المسلمين، مؤكدا أن التصدي للإرهاب هو واجب الجميع، وأن الأزهر مستعد لمساعدة فرنسا في كل ما يمكنها من التصدي للإرهاب.

واستقبل الرئيس الفرنسي شيخ الأزهر في باريس، الذي عرض له العمل الذي يقوم به في "بمواجهة الانحرافات المتطرفة".

وأكد الطيب أن الأزهر يقدر مواقف فرنسا في دعم القضية الفلسطينية، كما يقدر مواقف الرئيس الفرنسي في التفرقة دائما بين الإسلام كدين سلام وبين الإرهاب.

وأوضح الإمام الأكبر أن محاربة الفكر المتطرف تحتاج إلى نظرة شاملة يتعاون فيها الجميع، مع ضرورة إدراك أهمية إعطاء مساحة أكبر من الاهتمام لفئة الشباب وبذل المزيد من الجهد لتوعيتهم بمخاطر التطرف والإرهاب.

وأضاف أن الأزهر حريص على التواصل المستمر مع كافة الثقافات والحضارات بهدف نشر الوسطية والسلام والتعايش المشترك ونبذ العنف والإرهاب.

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إنه لابد من بذل كل الجهود وتعزيز جميع الوسائل التي من شأنها نشر ثقافة الحوار بين الأديان في فرنسا، مؤكدا أنه يدرك ضرورة وأهمية ذلك الأمر خاصة في الوقت الحالي الذي يشهد العالم فيه العديد من التحديات.

وأعرب هولاند عن أهمية لقاء القمة الذي جمع بين فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان في العاصمة الإيطالية روما، وأنه جاء في توقيت هام للغاية للتأكيد على أهمية تعزيز الحوار بين الأديان والعيش المشترك.

وفي بيان صادر عن قصر الإليزيه، جاء فيه أن "شيخ الأزهر شرح ما يقوم به على رأس هذه المؤسسة الروحية الكبيرة للإسلام السني، بشأن كيفية مكافحة الانحرافات المتطرفة".

وأضاف البيان، الذي صدر في ختام اللقاء الذي شارك فيه أيضا وزيرا الداخلية برنار كازنوف والخارجية جان مارك إيرولت "أن السلطات الفرنسية رحبت بهذه الجهود".

وتابع البيان: "تطرق رئيس الجمهورية إلى الوضع في فرنسا، ورحب بالالتزامات التي اتخذها ممثلو الإسلام في فرنسا للمساهمة في الوقاية من التشدد".

وقبل زيارته قصر الإليزيه وضع شيخ الأزهر باقة من الزهور أمام مسرح باتاكلان تكريما لضحايا الاعتداءات، التي ضربت باريس في الثالث عشر من نوفمبر الماضي.

وكان شيخ الأزهر التقى، الاثنين، في الفاتيكان البابا فرنسيس في لقاء وصف بالتاريخي.