مع إعلان مقتل القائد العسكري البارز في حزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين (55 عاما)، الجمعة، في تفجير بالعاصمة السورية دمشق، يكون الحزب قد تلقى "ضربة قاصمة" برحيل من كان يوصف أنه "الذراع الأيمن" للأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وأعلن حزب الله، الجمعة، مقتل بدر الدين في سوريا، في تفجير في أحد قواعده قرب مطار العاصمة دمشق، مشيرا إلى أنه "يجري تحقيقا لتحديد طبيعة الانفجار وأسبابه وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي".

ورافق بدر الدين، الأمين العام للحزب، خلال اجتماعات الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق بهدف "التنسيق الاستراتيجي" مع الأسد وحزب الله، في السنوات الخمس الأخيرة.

ووفق وزارة الخزانة الأميركية فإن بدر الدين كان المسؤول المباشر عن العمليات العسكرية لحزب الله اللبناني في سوريا منذ العام 2011، أي مع بداية اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد، التي تحولت إلى حرب طاحنة لاحقا.

وتقول الخزانة الأميركية أيضا، إن الرجل قاد الهجمات البرية لحزب الله في بلدة القصير السورية في فبراير 2013، والتي كانت معركة حاسمة في الحرب عندما هزم مقاتلو الحزب مسلحي المعارضة في منطقة قرب الحدود السورية-اللبنانية.

وتشير تقارير استخباراتية إلى أنه وعلى مدى أربع سنوات، كان بدر الدين العقل المدبر لعمليات عسكرية ضد إسرائيل من لبنان والخارج، وتمكن من تفادي الوقوع في أيدي حكومات عربية وغربية بالعمل في الخفاء.

وتمكن بدر الدين من دخول الكويت بجواز سفر لبناني تحت اسم "إلياس صعب"، إذ اعتقل هناك رفقة 17 مشتبها فيهم، بعد شهر من 7 تفجيرات وقعت في 13 ديسمبر 1983، واستهدفت السفارة الأميركية في البلاد.

وفر بدر الدين -الذي كان محكوما عليه بالإعدام- من السجن إبان غزو العراق للكويت عام 1990، ليظهر من جديد في العاصمة اللبنانية بيروت بمساعدة الحرس الثوري الإيراني.

ووجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تدعمها الأمم المتحدة إلى بدر -وهو شقيق زوجة عماد مغنية القائد العسكري الراحل لحزب الله- تهمة التورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.

وبدأ بدر الدين عمله العسكري في صفوف "قوات الـ17" التابعة لحركة فتح، رفقة مغنية، إلا أن نشاطهما هذا توقف عام 1982، إذ انضما لاحقا إلى حزب الله.

تجدر الإشارة إلى أن بدر الدين من مواليد السادس من أبريل عام 1961، وهو عضو في مجلس الشورى لحزب الله، ورئيس وحدة العمليات في الخارج، وكان يتولى منصب قائد الذراع العسكري للحزب، ومستشار أمينه العام.