بينما تراوح المفاوضات السورية في جنيف مكانها، حل التصعيد الميداني محل التهدئة وسط عمليات عسكرية تنفذها القوات الحكومية رغم الهدنة، ما دعا المعارضة إلى دعوة الفصائل المسلحة إلى استئناف القتال، الأمر الذي قد يدفع بانتهاء الهدنة رغم هشاشتها.

وأعلنت جماعات المعارضة المسلحة، الاثنين، بدء "معركة" جديدة ضد القوات الحكومية ردا على انتهاكات الهدنة.

وشهدت مدينة حلب، شمالي سوريا، قصفا متبادلا بين القوات الحكومية والفصائل المعارض، تسبب الأحد بمقتل 22 مدنيا، في حصيلة ضحايا هي الأكبر منذ بدء سريان وقف الأعمال القتالية بين الطرفين في 27 فبراير، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويحتدم القتال في جنوب المدينة حيث تخوض القوات الحكومية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني وميليشيات أخرى معارك شرسة مع مسلحي المعارضة بما في ذلك جبهة النصرة.

ودعا مفاوضون بارزون من المعارضة المسلحين للرد على هجمات الجيش السوري واتهموه باستغلال وقف الأعمال القتالية لتحقيق مكاسب ميدانية وشككوا في احتمالات استمرارهم في محادثات جنيف إلى ما لا نهاية.

وقال معارض بارز طلب عدم نشر اسمه إن الضغط يتصاعد لاتخاذ قرار سريع بالانسحاب من المفاوضات، بحسب رويترز.

وفي رسالة عبر الانترنت لمقاتلي المعارضة قال رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي إن على المقاتلين السيطرة على أكبر عدد ممكن من المناطق وإن عليهم انتهاز فرصة وقف القتال مثلما تفعل القوات الحكومية.

وشدد المفاوض البارز في المعارضة السورية، محمد علوش، على حق الفصائل المقاتلة في الرد على أي انتهاك من جانب القوات الحكومية للهدنة السارية في مناطق سورية عدة. وقال علوش إن لديه أكثر من ألفي خرق من قوات دمشق منذ 51 يوما.

ويضم التجمع الرئيسي للمعارضة كلا من المعارضة السياسية والمسلحة للأسد. ويضم جماعات مسلحة مثل جيش الإسلام وعدد من فصائل الجيش السوري الحر التي يعتبرها الغرب معتدلة والتي حصل بعضها على مساعدات عسكرية من أعداء الأسد.

وتشير تعليقات المفاوضين في جنيف إلى إمكانية انسحاب التيار الرئيسي للمعارضة السورية من محادثات السلام.

وشعر مفاوضو المعارضة أيضا بالغضب من فكرة قالوا إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا طرحها عليهم في جنيف وتقضي بإمكانية بقاء الأسد بسلطات رمزية.

وقتل أكثر من 250 ألف شخص في الصراع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات.

وقال الزعبي في رسالته على الإنترنت إنه أبلغ دي ميستورا بأن مفاوضي المعارضة لن يكونوا مستعدين لبحث أي مقترح آخر سوى نقل السلطة من الأسد إلى هيئة انتقالية.