في مثل هذا اليوم قبل 40 عاما، اندلعت مواجهات واحتجاجات في أراضي فلسطين 1948، إثر قرار إسرائيل بمصادرة آلاف الدنمات المملوكة للسكان الفلسطينيين في منطقة الجليل، شمالي البلاد، على خلفية إضراب عام وشامل، الأمر الذي أدى إلى مقتل 6 فلسطينيين فيما بات يعرف لاحقا بـ"يوم الأرض".

والأربعاء، قمع الجيش الإسرائيلي مسيرة فلسطينية انطلقت باتجاه سجن عوفر غربي مدينة رام الله، في ذكرى يوم الأرض، وأشار شهود عيان إلى أن المحال التجارية أغلقت أبوابها، فيما دعت فعاليات وطنية وشبابية إلى مظاهرات في الضفة الغربية، خاصة رام الله ونابلس شمال الضفة الغربية.

وقالت لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب داخل الخط الأخضر إن "يوم الأرض شكل محطة محورية، ونقطة انطلاق مركزية في نضالنا ضد سياسة التمييز العنصري والاقتلاع الذي انطلق بعد النكبة (1948) وما زال".

الخلفية التاريخية

1. في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي، بدأت السلطات تعد لاستكمال مشروع المصادرة الكبير في الجليل، تحت ستار ما اسمته "مشروع تطوير الجليل".

2. جاء في نشرة لوزارة الزراعة الإسرائيلية لعام 1975 "حرفيا": "إن هناك مشكلة خاصة في الجليل، هي أقلية السكان اليهود بالنسبة للأقليات غير اليهودية، التي تؤلف 70 في المئة من مجموع السكان"، كشفت إسرائيل خلالها عن خطة تحويل الجليل إلى منطقة ذات أكثرية يهودية، على مرحلتين، يستمر تنفيذ الأولى حتى سنة 1980، والثانية حتى سنة 1990.

3. تشكلت "لجنة الدفاع عن الأراضي العربية: إثر اجتماع عام عقد في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975.

4. في 1-2-1976 أبلغت السلطات الإسرائيلية رؤساء السلطات المحلية في البلدات الفلسطينية في منطقة الجليل داخل أراضي 48 وقف منح التصاريح دخول الفلاحين الفلسطينيين أراضيهم لفلاحتها في منطقة "المل"، وحذرت بأن كل من يدخل هذه الأراضي سيعتبر كمن دخل الى ثكنة عسكرية ، بشكل غير مشروع.

5. بعد أيام، أقرت الحكومة الإسرائيلية مخطط تهويد الجليل، الأمر الذي قوبل في الوسط العربي، بسخط شديد، قاد الى إعلان الاضراب التاريخي في 30 مارس 1976، والذي عرف بإضراب يوم الأرض.

2+
إنفوغرافيك الذكرى 40 ليوم الأرض
1 / 3
.
2 / 3
.
3 / 3
.

6. في 1 مارس 1976، صدرت وثيقة سرية باسم متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية يسرائيل كيننغ، صارت تعرف باسم "وثيقة كيننغ"، وكانت تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء  على أراضيهم وتهويدها.

7. في 25 مارس 1976، عقد رؤساء البلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر اجتماعا في شفاعمرو، وحاصرته قوات الأمن الإسرائيلية بهدف دفعهم للتراجع عن إضراب يوم 30 منه، وأكدت لجنة الدفاع عن الأراضي، إثر الاجتماع، في بيان على أن الإضراب "سيجري في موعده المقرر".

8. ليلة 29 مارس 1976، انطلقت شرارة المواجهات في بلدة دير حنا، ثم انطلقت سريعا إلى عرابة ثم سخنين. وعززت القوات الإسرائيلية تواجدها في المنطقة واستدعت تعزيزات أخرى لمواجهة الاحتجاجات فاعتقلت الشرطة في تلك الليلة العشرات من الفلسطينيين وتحولت مناطق الاحتجاجات إلى ساحات معارك.

9. في عرابة قتلت القوات الإسرائيلية الشاب خير أحمد ياسين، في تلك الليلة، وفي اليوم التالي استمرت الاحتجاجات رغم حظر التجول في بلدات عرابة وسخنين ودير حنا، وقتلت إسرائيل 5 شبان آخرين هم: خديجة شواهنة (سخنين) خضر خلايلة (سخنين) رجا حسين ابو ريا (سخنين) محسن طه (كفر كنا) رأفت زهيري (مخيم نور شمس-الطيبة).

النضال الفلسطيني في جدارية فنية

أهمية يوم الأرض

تكمن أهمية "يوم الأرض" عند فلسطينيي الداخل في أنها المرة الأولى التي ينتفضون فيها ضد قرارات السلطات الإسرائيلية منذ عام 1948.

كما أنها شهدت أول حدث يوحد الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية، حيث شارك فلسطينيو عام 1967 في الاحتجاجات والتظاهر نصرة لأشقائهم في فلسطين 1948.

ويمثل فلسطينيو الداخل أكثر من 20 في المئة من سكان إسرائيل ويقدر عددهم بما يزيد على 1.5 مليون نسمة.