كشفت مصادر فرنسية أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، سيبحث مع وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا في باريس الأحد، عزم الحكومة السورية تنظيم انتخابات برلمانية في أبريل المقبل، في خطوة تخالف سير مباحثات السلام.

وسيلتقي كيري مع نظرائه الأوروبيين ومفوضية الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني، في مقر وزارة الخارجية الفرنسية، حيث من المتوقع أن تتصدر الأزمة السورية جدول الأعمال بالإضافة إلى الملف الليبي والأوضاع في أوكرانيا.

ويعقد اللقاء الوزاري قبل يوم من انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات السورية في جنيف، تحت رعاية المبعوث الدولي، ستافان دي ميستورا، الذي قال الجمعة إن المباحثات ستطرق إلى تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في سوريا خلال عام ونصف.

وكان وزير الخارجية الفرنسي قد قال، إن الوزراء الأوروبيين سيطلبون من واشنطن دورا أكبر وأكثر شفافية في عملية مراقبة الهدنة في سوريا، والحرص ألا تقوم روسيا بخرقه واستهداف المجموعات المسلحة التي تصفها دول عدة بالمعتدلة.

كما سيبحث الوزراء مسألة الانتخابات البرلمانية المقبلة في سوريا، التي أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، أنها ستنظم في 13 أبريل المقبل، والتي أوضحت فرنسا ودول أوروبية أخرى معارضتها لها ووصفها الرئيس الفرنسي بغير الواقعية.

يشار إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2254 بشأن سوريا، يطالب بوقف إطلاق النار، كخطوة أولى في خريطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة، وتشكيل حكومة انتقالية في غضون 6 أشهر، وتنظيم انتخابات خلال 18 شهرا.

وتثير المفاوضات الثنائية التي تجريها واشنطن مع موسكو انطباعا لدى الأوروبيين بتجاهلهم، لاسيما في مسألة الهدنة، ويشككون بالشفافية في ما يخص النتائج أو الخروقات التي سجلت وتسجل ويعتبرون أن السكوت عنها يصب في صالح النظام.

ويتوقع أن يرد المجتمعون على تصريحات وزير الخارجية السوري، التي قال فيها إن مصير الرئاسة السورية خط أحمر وإن ما يتم التباحث حوله خلال المرحلة الانتقالية هو حكومة تضم أطرافا من المعارضة ودستور جديد.

وسيناقش الوزراء الملف الليبي، حيث يثير الوضع المتأزم وتمدد تنظيم داعش قلقا لدى القادة الأوروبيين، وتسعى باريس إلى إقناع شركائها والولايات المتحدة بفرض عقوبات على شخصيات سياسية ليبية تعتبر أنها تعيق تقدم الحل السياسي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي ان الوضع في ليبيا ينعكس بشكل سلبي وكبير على المنطقة، ويهدد الدول المحيطة بها مثل تونس، مؤكدا أن هذا التهديد يطال الدول الأوروبية.

أما المسألة الأخرى التي سيتم بحثها، فهي قضية أوكرانيا، وسيناقش الوزراء الأوروبيين ما آلت إليه المحادثات مع الولايات المتحدة بخصوص تطبيق اتفاقية مينسك، لا سيما لجهة الانتخابات المحلية.