دعت فرنسا وبريطانيا، الخميس، الحكومة السورية وروسيا لوقف الهجمات على المقاتلين المعارضين، في وقت حذرت منظمات غير حكومية من مجزرة وشيكة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب.

وطالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب قمة في أميان بشمال فرنسا، بتطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية تطبيقا تاما والسماح بوصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

وقال بيان مشترك بعد القمة البريطانية الفرنسية "نطالب كل الأطراف التي تنتهك حقوق الإنسان، بما في ذلك روسيا والنظام السوري، أن توقف فورا الهجمات ضد جماعات المعارضة المعتدلة".

وأضاف أن كل الهجمات ضد المدنيين والعاملين في المجال الطبي يجب أن تتوقف، وأن على دمشق وحلفاءها أن يوقفوا "مسيرتهم إلى حلب والتي تعرض احتمالات السلام للخطر وتهدد بتفاقم أزمة اللاجئين وتصب في مصلحة" داعش.

وفي العاصمة الأميركية واشنطن، أعرب مسؤولون عن منظمات إنسانية منها أوكسفام وميرسي كوربس والجمعية الطبية السورية الأميركية عن خشيتهم من أن تصبح حلب "سريبرينتسا جديدة".

وقال المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية، زاهر سهلول، "إن حلب ستكون سريبرينتسا القادمة"، في إشارة إلى مجزرة راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف مسلم في البوسنة في يوليو 1995 بأيدي مليشيات صرب البوسنة.

وأضاف "أن الطريق الوحيد الذي يربط تركيا بحلب تم قطعه بالكامل من قبل مجموعة كردية (سورية) حليفة للحكومة" السورية"، معربا ع خشيته من أن "300 ألف شخص في حلب سيعانون كما يعاني آخرون" في سوريا.

وكانت الأمم المتحدة، قد قالت في مطلع فبراير بعد أيام على بدء حملة للقوات الحكومية بدعم من غطاء جوي روسي في حلب، إن مئات آلاف المدنيين قد تنقطع عنهم إمدادات الطعام في الجزء الشرقي من المدينة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب، فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات انسانية..".

وأعطى الاتفاق الروسي الأميركي بوقف الأعمال العدائية في سوريا باستثناء المناطق الخاضعة لسيطرة داعش وجبهة النصرة، الأمل بإدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف قصف المدنيين.

إلا أن مسؤولي المنظمات الانسانية أشاروا إلى أن الهجمات على المدنيين تراجعت بشكل واضح منذ سريان اتفاق الهدنة في 27 فبراير الماضي، لكن الجيش السوري مستمر في تعطيل قوافل المساعدة الإنسانية.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، ستافان دي ميستورا، قد وصف الهدنة بالهشة، مؤكدا أن تسريع وتيرة إيصال المساعدات في سوريا لما يقرب من نصف مليون شخص محاصرين أمور أساسية لتمهيد السبيل لعقد محادثات سلام.