أصبح حزب الله اللبناني في مأزق دبلوماسي كبير، بعد قرار مجلس التعاون الخليجي الذي اعتبر الحزب منظمة إرهابية، فيما يعاني أيضا من استنزاف أمواله وموارده بالحرب السورية، وتدخله في دول المنطقة.

ونشرت عدة تقارير إعلامية عن المصادر التي لجأ إليها الحزب لتعويض الدعم الإيراني، وجميعها مشبوهة سواء في تجارة المخدرات أو غسيل الأموال أو شراء السلاح.

وحاول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في خطابات تلفزيونية، صرف الانتباه عن هذه القضايا، ونفى أكثر من مرة انخراط الحزب في نشاطات تجارية، وضلوعه في تجارة المخدرات وغسيل الأموال.

حزب الله على قائمة الخليج السوداء

سجل تمويلي "مشبوه"

إلا أنه في سبتمبر 2012، كشف عضو بارز في اللجنة المالية بمجلس النواب الأميركي أن 30 في المئة من مداخيل حزب الله في لبنان هي عائدات تهريب وتصنيع وبيع المخدرات.

وفي أبريل 2011، نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقارير أكدت تمويل حزب الله عملياته من تجارة المخدرات في أوروبا.

وكانت سلطات الجمارك والشرطة الجنائية والاستخبارات في ألمانيا ألقت القبض على شخصين من عائلة لبنانية تعيش في مدينة شباير هربوا مبالغ كبيرة من عوائد تجارة الكوكايين في أوروبا إلى لبنان عبر مطار فرانكفورت وقاموا بتسليمها لشخص على علاقة وثيقة بالدوائر العليا بحزب الله وزعيمه حسن نصر الله.

وفي عام 2011، ظهر تاجر المخدرات الكولومبي وليد مقلد على شاشة التلفزيون الكولومبي يتحدث عن إنتاج المخدرات وترويجها كمهنة امتهنها أعضاء حزب الله في فنزويلا، بالتعاون مع مجموعات شبه عسكرية أخرى كمنظمة الفارك FARC الكولومبية المعارضة وبتسهيلات من أطراف في النظام هناك.

وتقوم مجموعات منظمة حكومياً من أجهزة أمنية إيرانية، وفق النائب الأميركي، بتأمين نقلها إلى لبنان جواً أو بحراً أو براً وتسليمها إلى شعبة أمنية خاصة من مسؤولين في الحزب، ليتم تهريبها إلى أوروبا وإفريقيا والولايات المتحدة عبر أميركا اللاتينية والمكسيك.

وفي 2009، أعلنت السلطات الهولندية القبض على خلية مكونة من 17 فرداً ينتمون لشبكة دولية لتجارة المخدرات على صلة بحزب الله. وأعلنت السلطات اشتباهها في أن هذه الخلية متورطة في الاتجار بنحو 2000 كلغ من الكوكايين خلال عام واحد.

وفي العام ذاته في شهر أكتوبر، ألقت السلطات الألمانية القبض على لبنانيين متهمين بتهريب أموال إلى لبنان ناتجة عن تجارة المخدرات. ووفقاً لما نشرته حينها مجلة "دير شبيغيل".

فقد كشفت التحقيقات عن تلقي الشخصين تدريبات خاصة في قواعد عسكرية تابعة لحزب الله في لبنان.

في 2008، ألقت السلطات الأميركية القبض على فايد بيضون المعروف بـ"ميغال غارسيا" في مطار ميامي الدولي. ووفقاً للسلطات الأميركية، فإن بيضون قد اعتقل لاتهامه بالضلوع في تجارة الكوكايين أيضا لصالح حزب الله.

وفي أواخر 2006، أدرجت السلطات الأميركية صبحي فياض على قوائم الإرهاب، باعتباره أحد أهم الناشطين التابعين لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي، واتهمت السلطات الأميركية فياض بتورطه في تجارة المخدرات مع آخرين لصالح حزب الله منذ 1995.

وفي يونيو 2005 ،ألقت الشرطة الإكوادورية القبض على شبكة تهريب مخدرات، على رأسها اللبناني راضي زعيتر، الذي يدير مطعما في العاصمة كويتو. وبحسب تحقيقات السلطات هناك، فإن عصابة زعيتر تمول حزب الله بـ70 في المئة من أرباحها من تجارة المخدرات.

وجاءت الصور ومقاطع الفيديو التي ظهر فيها تاجر المخدرات اللبناني زعيتر أثناء تفقده مراكز حزب الله في جبال القلمون، وصور أخرى تجمعه بقيادات ميدانية لحزب الله لتؤكد الدور الذي يلعبه الحزب في ترويج وصناعة المخدرات.

وحينها علق زعيتر في بيان له بشأن الصور تلك قائلاً إن "الصور تم التقاطها فعلاً مع عناصر حزب الله"، ونشر كذلك صوراً تجمعه بقيادات ميدانية فيه، متسائلاً "كل العالم يذهب إلى حيث المقاتلون وينشرون صورهم ولا يتكلمون، لماذا الآن ينفون وجودي هناك"، في رد منه على بيان، نفى فيه حزب الله أي علاقة له مع تاجر المخدرات اللبناني.

دلائل على تورط حزب الله باليمن