يعاني اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري بالأردن، أوضاعا معيشية صعبة في ظل أحوال جوية سيئة، انخفضت فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر مئوية.

ويعيش آلاف اللاجئين في كرافانات مصنوعة من المعدن والحديد، وهو ما يزيد من قساوة البرد، لا سيما في ساعات الليل.

لكن بعض اللاجئين لا يزالون يقيمون في خيام، ما يجعل أوضاعهم الحياتية أكثر تعقيدا، خصوصا وأنها عرضة للاقتلاع والغرق بمياه الأمطار.

وتروي أزقة المخيم، الذي يقع شمالي الأردن، قصصا وحكايات حول صعوبة الحياة وضنك العيش في أكبر تجمع للاجئين السوريين خارج وطنهم.

كرافانات وخيم

فوسط بيوت مصنوعة من الحديد والمعدن تسكن اللاجئة أم محمد وطفلاها، في خيمة لا تقي بردا في الشتاء، ولا حرا في الصيف، وأمام الخيمة تقوم اللاجئة بتنشيف أرغفة من الخبز لا تصلح للاستهلاك البشري.

فريق سكاي نيوز عربية سألها: ماذي تفعلي بهذا الخبز؟ فأجابت بأنها تقوم بتنشيفه ومن ثم بيعه من أجل الحصول النقود لتوفير المصروف لها ولطفليها.

وعند سؤالها عن سبب إقامتها في خيمة وليس كرفان، قالت إنها حصلت في السابق على كرافان، لكنها اضطرت لبيعه للإنفاق على زوجها الذي يرقد في المستشفى.

بلا تدفئة

داخل خيمة أم محمد، تتبدى صور المعاناة، فالتدفئة معدومة، ودرجة حرارة الخيمة في الداخل لا تختلف كثيرا عنها في  الخارج، ووسيلة التدفئة الوحيدة البطانيات، لكن اشتداد البرد يجعلها أحيانا تستخدم موقد الغاز المخصص للطهي من أجل التدفئة. 

وأقيم المخيم على مساحة كبيرة من صحراء الزعتري القريبة من الحدود مع سوريا، وقليلة هي الطرق المعبدة داخله، ومع تساقط الأمطار تتحول أزقة المخيم إلى برك من الماء والوحل، وهو ما يضفي معاناة أكثر على حياة اللاجئين.

وتتعالى شكوى اللاجئين من البرد، ويتزايد الخوف على صحة الأطفال، فالكهرباء في ساعات النهار يتم فصلها من مفوضية شؤون اللاجئين لتخفيض قيمة فاتورتها الشهرية، وهو ما يدفع الكثيرين لإيقاد الحطب إذا توفر لغايات التدفئة.

بيع وشراء

وتعج أسواق المخيم الرئيسية بحركة البيع والشراء، وتنتشر جميع أصناف البضائع والخضار والفواكه على بسطات الباعة أو عرباتهم المتنقلة، حتى يخيل للزائر أنه ليس في مخيم للاجئين.

وتنتشر محلات بيع الملابس، وصالونات تجهيز العرائس تفتح أبوابها يوميا، حتى المطاعم التي تحمل أسماء شامية تشاهدها في كل مكان.

عجلة الحياة في المخيم تدور، بيع وشراء، زواج طلاق، صفقات تجارية، خيام للبيع أو كرافانات، حتى أصبح المخيم عامل جذب للاجئين من خارجه للإقامة فيه.

فاللاجئ الذ ي يسكن في المخيم لا يدفع بدل إيجار بيت، ولا فاتورة كهرباء أو ماء، وأطفاله يذهبون للمدرسة مجانا، والخدمات الصحية أيضا مجانية.

ويحصل اللاجئ هناك على معونات نقدية ومخصصات من مفوضية شؤون اللاجئين، وهو أمر أغرى كثير من اللاجئين المقيمين في المدن الأردنية للعودة إلى المخيم، لكن اللاجئين يقولون إن هذه المساعدات والمعونات غير كافية.