أقر الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، مساء الجمعة، بأن الاحتجاجات المطلبية المستمرة منذ أيام "مشروعة"، إلا أنه حذر، في الوقت نفسه، من محاولة "الإرهاب"، ولاسيما داعش المنتشر في ليبيا، استغلال الوضع الحالي في تونس.

وأطل قائد السبسي عبر التلفزيون الحكومي بعد أن توسعت رقعة الاحتجاجات ضد البطالة والتهميش، والتي كانت قد انطلقت في ولاية القصرين إحدى أفقر المناطق التونسية، إثر وفاة شاب عاطل عن العمل، السبت الماضي.

وقال الرئيس التونسي إن "تونس مستهدفة في أمنها واستقرارها" إلا أنها "ليست مستهدفة في كيانها"، مؤكدا أن "أياد خبيثة ومعروفة.. استغلت التحركات المشروعة في بعض المناطق لمحاولة بث الفتنة، والقيام بعمليات حرق ونهب".

وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق تونسية عدة، من بينها العاصمة، وتحولت إلى اضطرابات وأعمال عنف وسط إقدام بعض المحتجين على اقتحام وإحراق مقرات المحافظات والشرطة، مما دفع السلطات إلى إعلان حظر تجوال ليلي.

السبسي: المحتجون يواجهون ظروفا صعبة

وأضاف قائد السبسي "بعد انطلاق الاحتجاجات السلمية على البطالة في القصرين، دخلت الأيادي الخبيثة على الخط"، موضحا أن "أصحاب هذه الأيادي كلهم معروفون، وانتماءاتهم الحزبية معروفة، سواء كانت أحزابا مرخصة أو غير مرخصة".

كما نبه إلى "إمكانية دخول أطراف إرهابية على خط الاحتجاجات.."، مشيرا إلى أن "الشيء الجديد هو أن داعش أيضا الذي هو موجود في ليبيا الشقيقة، أصبح تقريبا على حدودنا الآن، وبدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية".

وتونس، التي ترتبط مع ليبيا بحدود برية مشتركها تمتد على نحو 500 كلم، كانت قد شهدت العام الماضي هجمات، دفعت الأجهزة الأمنية إلى تكثيف حملاتها التي أدت إلى تفكيك 1300 خلية متشددة تعمل في التمويل والاستقطاب والتحريض.

البطالة تدفع التونسيين للشارع

وبالعودة إلى البطالة، فقد قائد أكد السبسي أن الحكومة "وجدت نفسها في وضع صعب جدا، بطالة خانقة : 700 ألف عاطل عن العمل تقريبا منهم 250 أو 300 ألف" من الشباب حملة الشهادات، قبل أن يشير إلى أن مكافحة البطالة تعد من أولويات السلطة.

وكان رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، قد قال، في وقت سابق الجمعة من باريس عقب مأدبة غداء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، إن "الهدوء يعود" والوضع "تحت السيطرة حاليا" في بلاده.

وتحدث الصيد عن الاضطرابات، فأكد أنها "مشكلة اقتصادية، مشكلة طلبات وظائف" واعدا بهذا الصدد باتخاذ "تدابير جديدة في إطار برنامج انمائي"، لكنه اكد انه "ليس لدينا عصا سحرية لإعطاء وظائف للجميع في نفس الوقت".

وأعلن هولاند، من جهته، أن "فرنسا ستطبق خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو على السنوات الخمس المقبلة"، قبل أن توضح الرئاسة الفرنسية في بيان أن "أحد المحاور الرئيسية لهذه الخطة يهدف الى مساعدة المناطق الفقيرة والشباب..".