رأى خبراء ومراقبون أن المملكة العربية السعودية قد تمكنت من توجيه رسالة واضحة بعنوان مكافحة الإرهاب والتطرف، ومفادها الضرب بيد من حديد على كل من نفذ أو ساند أو حرض على أعمال إرهابية.

فقد أعلنت السعودية تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 متهماً، بينهم نمر باقر النمر، وذلك بعد أن ثبت تورطهم بأعمال إرهابية مختلفة في البلاد، وتوعدت الرياض بملاحقة كل من يثبت صلته بالإرهاب.

وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا كبيرا في الداخل السعودي وعلى المستوى الخليجي، ولكنها كما كان متوقعا وجدت انتقادا من جانب طهران والجماعات التابعة لها، والتي طالما اتهمتها السعودية ودول الخليج بالسعي لتأجيج التوتر ونشر الفوضى عبر تدخلاتها وسياساتها العدائية.

وقال الباحث السعودي سامي العثمان "إن السلطات السعودية صبرت كثيرا على نمر النمر عندما كان ينتقد ويهاجم بغير وجه حق، ولكن عندما انتقل إلى التحريض الطائفي والقيام بأعمال إرهابية وبطريقة مقززة تم التصدي له وتقديمه إلى محاكمة عادلة".

أحكام الإعدام تمت وفق الشرع

وتابع: "طهران منذ مدة أعدمت عددا من علماء الدين السنة دون استنكار من أحد رغم أنهم لم يشكلوا خطرا، ولم تعترض أوروبا والغرب على تلك الإعدامات التي تمت بشكل سريع ومعلن".

وأوضح العثمان في حديث إلى سكاي نيوز عربية أن "السعودية دولة تتخذ منهج الحكمة والعقلانية في تصرفاتها ولا تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها الداخلية والسيادية"، مشيرا إلى أن "طهران تسعى منذ فترة طويلة إلى إثارة المشاكل في البلاد، مشددا على أنه لا يمكن اختراق الأمن الداخلي للمملكة".

الحارثي: على طهران الابتعاد عن إثارة الفتن

من جهته، قال عضو مجلس الشورى السعودي زهير الحارثي إن "التصريحات الإيرانية غير لائقة ومرفوضة ومستهجنة، وهي بعيدة عن اللياقة الدبلوماسية، وطهران هي آخر من يتحدث عن هكذا مواضيع، والمسألة ليست لها علاقة بإيران ولايجوز لإيران أن تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة".

وأوضح الحارثي في حديث لسكاي نيوز عربية أن على إيران الابتعاد عن محاولة إشعال الفتنة الداخلية والتوتير الطائفي وعليها أن تبحث عن استقرار المنطقة".

وتابع: " وعلى طهران أن تساهم في حل ملفات الأزمات الراهنة في المنطقة لا أن تكون جزءا من المشكلة. ونتمنى من طهران أن تستمع للعقل والحكمة وتبعد عن هذه الادوار العنترية التي لم تعد تنطلي على المتابع. ومثل التصريحات لا تخدم الاستقرار".

وفي وقت سابق قال المتحدث باسم وزارة العدل السعودية، منصور الكفاري، إن التدخلات الخارجية في قرارات القضاء السعودي غير مقبولة، منوها إلى أن وزارة الخارجية هي من سترد على تلك التدخلات.

التدخلات بأحكام القضاء مرفوضة