اعتبر خبير سياسي أن إنشاء تركيا لمنطقة عازلة في شمال سوريا أصبحت فكرة أكثر قبولا أميركيا وأوروبيا، بعد التدخل الروسي وتعزيز الرئيس رجب طيب أردوغان لموقفه السياسي عقب الانتخابات.

وجدد الرئيس التركي، الأربعاء، دعوته للمجتمع الدولي إلى تأييد اقتراحه بإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية لحماية أكثر من مليوني لاجئ سوري على الحدود.

وقال مدير مركز المشرق للدراسات الاستراتيجية سامي نادر في بيروت لبرنامج غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية" إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر انفتاحا على الاقتراح التركي بإنشاء منطقة عازلة لحماية اللاجئين وفرض منطقة حظر طيران في شمال سوريا، بعد التدخل الروسي الذي قلب المعادلات السياسية والعسكرية وهدد مصالح واشنطن.

وأوضح أن واشنطن بالفعل بدأت في تغيير استراتيجيتها عبر الانخراط المباشر والفعال في سوريا من خلال تعزيز قدراتها العسكرية على الأرض، ودعم قوات كردية وعربية تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية".

وقال نادر إن الولايات المتحدة حرصت أن تكون القوات الجديدة مختلطة من أكراد وعرب، حتى تحظى بقبول أنقرة التي ترفض تقوية الأكراد على حساب المكونات الأخرى.

وأرسل الجيش الأميركي عشرات المستشارين العسكريين إلى شمال سوريا في أواخر أكتوبر لتقديم الدعم لهذه القوات.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر الأحد أن بلاده يمكن أن ترسل مزيدا من الجنود إلى سوريا لمحاربة داعش.  

وفي الوقت ذاته، يوجد أكثر من 11 ألف جندي تركي على الحدود مع سوريا، في انتظار قرار سياسي بالتحرك لتنفيذ المنطقة العازلة، بحسب االخبير اللبناني.

وقال نادر إن موقف الرئيس التركي معززا بعدما فاز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية التي تتيح له تشكيل حكومة منفردا، وتنفيذ سياساته دون عائق. كما أن أنقرة باتت تضغط على الدول الأوروبية بورقة اللاجئين الذين تكتظ بهم الحدود التركية، مما يجعل الدول الغربية أكثر انفتاحا على المقترح التركي لاحتواء أزمة هجرة اللاجئين إلى أوروبا.