على الرغم من أن غارات التحالف الدولي على داعش في العراق وسوريا، أجبرت مسلحي التنظيم المتطرف على التقهقر في أكثر من جبهة، لعل أهمها كوباني، إلا أن هذه الغارات شكلت في الوقت نفسه حافزا إضافيا لمسلحي داعش الباحثين عما يعتبروه "الشهادة" في "أقصر طريق إلى الجنة".

وتشكل الأعداد التي لازالت تتدفق من المقاتلين الأجانب على سوريا دليلا على أن استراتيجية الضربات الجوية أفلحت في كبح توسع التنظيم، لكنها زادت في الوقت ذاته عدد المتطوعين الجدد.

ويستميت مسلحو داعش فيما بقي لهم من أرض في مدينة كوباني الكردية، للصمود هناك بعد أن أجبرتهم غارات التحالف والقوات الكردية والبشمركة والجيش الحر على الفرار من حوالي 90 بالمئة من المدينة، ويسوّق قادة التنظيم لمقاتليهم أن مثل هذه المناطق المشتعلة المعرضة لضربات التحالف هي "الطريق الأقصر إلى الجنة" في الوقت التي يراها علماء مسلمون أسوأ من الانتحار.

وتشير مصادر إلى أن مسلحي داعش وخاصة السعوديون منهم، وجدوا في قيادة الولايات المتحدة، التي يعتبرونها عدوهم الأول، محفزا قويا للتواجد في أكثر الأماكن خطورة استجابة لنداء "أمرائهم في بلوغ الشهادة" بأسرع الطرق.

وأوضح خبير الحركات الجهادية، رومان كاييه من بيروت أن حملة الغارات "تولد حماسة لفكرة مواجهة الولايات المتحدة على أمل خوض عملية برية في نهاية المطاف". حسبما أوردت فرانس برس.

وأشار إلى أن لداعش "مئات آلاف المؤيدين على أقل تقدير في العالم العربي، وهم يعتبرون أن دولتهم تتعرض لهجوم، وأن من واجبهم المشاركة في الدفاع عنها".

وتابع "هذا المثال الأكثر جلاء للجهاد الدفاعي وكون الهجوم تشنه طائرات تابعة للولايات المتحدة يعزز حججهم حول معركة يوم الآخرة." وأضاف أن "الخطر لا يخيفهم لأنه من ضمن قواعد اللعبة. بعضهم يسعى حتى إلى الشهادة، يكفي أن نرى عدد العمليات الانتحارية".

وقال جان بيار فيليو، الأستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس، إن الجميع "أثنى على القضاء على ألف جهادي منذ بدء حملة القصف، لكنهم لم يتوقعوا الاتساع المدهش لحملة التجنيد الذي سيثيره في العالم بأسره احتمال مقاتلة (الصليبيين) بحسب التسمية التي تطلقها عليهم الدعاية الجهادية".