يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة على مستوى رؤساء الدول والحكومات لبحث قضية المقاتلين الأجانب في كل من سوريا والعراق. وهذه من المرات النادرة التي يعقد فيها المجلس على هذا المستوى الرفيع.

وتفيد الأنباء بأن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيسعى خلال الجلسة التي سيتولى رئاستها لاستصدار قرار من المجلس لفرض حظر دولي على سفر من يشاركون في حروب تجري خارج بلادهم.

وسيؤيد أوباما في ذلك بكل تأكيد حليفاه في بريطانيا وفرنسا فالخطر الذي يشعر به البلدان بشأن هؤلاء المقاتلين الأجانب كبير للغاية.

واهتمت الصحف البريطانية بشكل كبير بعضو تنظيم الدولة الذي نفذ عملية إعدام الرهائن الثلاث في شرائط فيديو مصورة أثارت الهلع في أنحاء البلاد.

المنفذ كما بدأ في الفيديو طويل القامة، ملثم الوجه، يتحدث بلكنة جنوبي لندن، وأطلقت عليه الصحف البريطانية لقب "جون الجهادي" وهو واحد من كثيرين غادروا بريطانيا وأوروبا وانخرطوا في صفوف تنظيم الدولة.

كان فيديو آخر أثار قلقا عارما في أوروبا عندما ظهر فيه اثنان من كارديف جنوبي المملكة المتحدة يدعوان أقرانهما للانضمام للتنظيم.

ولكن في كارديف نفسها حيث نشأ الشابان أثار ظهورهما في الفيديو ردود فعل متباينة حتى أن أم أحدهما أطلقت نداء له "عبر سكاي نيوز" ودعته للعودة للوطن فورا لأنها تموت خوفا عيه.

وفي صفوف المسلمين البريطانيين يرفض كثيرون هذا التوجه بل يعتبرونه خروجا عن مبادئ الإسلام.

ويقول شاب مسلم في بلاكبيرن إن "بعض الفيديوهات لا يمكن مشاهدتها" ووصفها بأنها مريضة نفسية ، تؤلم المرء".

أما شاب آخر فقال إنه لا يعرف أحدا اكتسب أفكارا متطرفة بالذهاب هناك ،معتبرا أن المشكلة في أن الإعلام يأخذ شريحة صغيرة ويحاول جعلها ممثلة للمجتمع كله.

لكن الحكومة البريطانية مثلها في ذلك مثل العديد من حكومات القارة قلقة بشدة ليس من قتال هؤلاء مع تنظيم الدولة ولكن في احتمالات عودتهم مجددا لهذا اتخذت سلسلة من الاجراءات.

وتشمل هذه الاجراءات مصادرة لجوازات سفر البريطانيين الذين يثبت مشاركتهم مع التنظيم إضافة إلى تحديد إقامة من يشتبه في نشرهم الأفكار المتطرفة بين الشباب البريطاني المسلم أو نقلهم إلى أماكن أخرى داخل المملكة المتحدة.

وبينما تبقى العيون في منافذ الدخول إلى لندن مفتوحة والأسلحة مشهرة تحسبا لأي تهديد من تنظيم الدولة يصل إلى قلب أوروبا تحاول حكومات القارة خلق مناخ سياسي دولي للتصدي لهذا الخطر من كافة جوانبه.

وإذا كانت القصة قد بدأت قبل نحو عامين ،عندما قررت مجموعة صغيرة من الشباب الأوروبي المسلم السفر إلى سوريا لقتال نظام الأسد، فإن ظهور ما يعرف بتنظيم الدولة جعل المشكلة أكبر والقلق أعمق وصارت أجهزة الأمن الأوروبية تعتبر عودة هؤلاء بعد أن تشبعوا بالأفكار المتطرفة واكتسبوا خبرات عسكرية الخطر الأكبر الذي يواجهها حاليا.